ما معنى “كوب”؟
كلمة “كوب” COP بالإنجليزية تعني مؤتمر الأطراف، حيث يضمّ المؤتمر 198 “طرفًا” (197 دولة إضافة إلى الإتحاد الأوروبي) موقعةً على إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (unfccc).
وهذه الإتفاقية هي واحدة من ثلاث أُقرّت خلال “قمة الأرض” التي عُقدت في ريو دي جانيرو في البرازيل في العام 1992.
وقد إنطلق مؤتمر «كوب 28» من 30 نوفمبر ويستمر حتى 12 ديسمبر في دبي بدولة الإمارات، النسخة الـ28 من المؤتمر الدولي حول المناخ الذي ينظم كل عام برعاية الأمم المتحدة.
يعد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ هذا العام، الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف، فرصة محورية لتصحيح المسار، وتسريع العمل لمعالجة أزمة المناخ. تمثل هذه الدورة المكان الذي سيقيم فيه العالم التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق باريس، معاهدة المناخ التاريخية المبرمة في عام 2015، ورسم مسار العمل للحد من الانبعاثات وحماية الأرواح وسبل العيش بشكل كبير، بعد ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية، وتزايد الظواهر الجوية المتطرفة التي تؤثر في الناس في جميع أنحاء العالم.
وتتناول قمة «كوب 28»، التي إنطلقت بمشاركة قادة العالم، موضوعات متنوّعة تتوزع ما بين خفض إنبعاثات الغازات الدفيئة، والتأقلم مع الظواهر المناخية المتطرّفة، وتداول إنبعاثات الكربون، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بـ«الإستدامة»، التي تعني تلبية حاجات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة، وفق منظمة الأمم المتحدة.
وقد أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف (COP28)، الدكتور سلطان أحمد الجابر، أن الرؤية الإستشرافية والإستراتيجية للقيادة في دولة الإمارات، وتصميم شعبها الأصيل والمقيمين على أرضها الطيبة، أسهما في ترسيخ المكانة المرموقة والرائدة عالمياً للدولة، وأن نهج الإنفتاح وبناء الشراكات والتعاون أسهم في رفع مستوى الطموحات وتحقيق الأهداف المرجوّة.
جاء ذلك خلال مجلس «COP28» للإعلام الذي حضره فريق رئاسة «COP28»، ووزيرة تنمية المجتمع رائدة المناخ للشباب في المؤتمر، شما بنت سهيل المزروعي، ووزيرة التغير المناخي والبيئة، مريم المهيري، ورائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لـ«COP28»، رزان خليفة المبارك، والمدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لـ«COP28»، السفير ماجد السويدي، والرئيس التنفيذي لمكتب «COP28»، عدنان أمين، كما شارك في المجلس الأمين التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل.
وإنعقد المجلس بحضور عدد من الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم، للإطلاع على إستعدادات دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف (COP28) في مدينة إكسبو دبي، حيث إستعرض التقدّم الذي حققه فريق المؤتمر خلال العام الماضي، ودعا العالم إلى تقديم إستجابة حاسمة وطموحة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف إتفاق باريس خلال «COP28»، بما يسهم في إمكانية تفادي تجاوز إرتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وأشاد الدكتور سلطان الجابر بالجهود التي بذلها فريق «COP28»، منوهاً بالتقدّم الجوهري الذي تحقق في عدد من الموضوعات المهمة، بما فيها صندوق معالجة الخسائر والأضرار، وإستجابة 85% من إقتصادات العالم لدعوة رئاسة المؤتمر إلى زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وإستجابة عدد كبير من شركات النفط والغاز لأول مرة، للدعوة إلى الإلتزام بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وخفض إنبعاثات الميثان إلى «صافٍ صفري» بحلول عام 2030، إضافة إلى توافق أكبر إقتصادين على مستوى العالم، وهما الولايات المتحدة والصين، بشأن العمل المناخي والحد من إنبعاثات غاز الميثان.
وأكد حرص رئاسة المؤتمر على سدّ الفجوة بين الطموح والإنجاز الفعلي، من خلال إشراك جميع المعنيين في المفاوضات، وإعادة بناء الثقة بمؤتمرات الأطراف، من خلال الشفافية والوضوح وإحتواء الجميع.
وأشار الدكتور سلطان الجابر إلى حضور أكثر من 180 من رؤساء الدول والحكومات للمؤتمر، ووجود جناح للأديان للمرة الأولى في مؤتمر الأطراف، وتعهّد العديد من شركات النفط بتحقيق الحياد المناخي، إضافة إلى تسجيل عدد قياسي من طلبات حضور المؤتمر بلغ 97 ألف مشارك في المنطقة الزرقاء، و400 ألف في المنطقة الخضراء.
من جانبها، سلطت شما المزروعي الضوء على ضرورة زيادة إسهام العمل الخيري العالمي في منظمات الشباب، خصوصاً في دول الجنوب العالمي.. وأوضحت أن قرار دولة الإمارات ورئاسة «COP28» بإستحداث دور «رائد الشباب للمناخ» جاء لتعزيز وعي الشباب بتغير المناخ، وتفعيل دورهم في مواجهة تداعياته.. وأشادت بحرص القيادة في الدولة على دعم العمل الجماعي، وتركيز أعمال المؤتمر على إحتواء الجميع.
من جهتها أشادت مريم المهيري بجهود فريق «COP28» في ملف الغذاء، ونوّهت بالأهمية التي توليها دولة الإمارات للأغذية والزراعة في جدول أعمال المؤتمر، مؤكدة أن حل أزمة الغذاء العالمية لا يخص الحكومات أو القطاع الخاص وحدهما، بل يتطلب تغيير أسلوب حياة البشر وإختياراتهم، ليسهموا بشكل فعال في تحسين الحياة وسُبل العيش.
وقالت رزان المبارك، إن مهمتها بصفتها رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لـ«COP28»، تركز على حشد جهود المعنيين وتحفيزهم على الإنجاز، ودعم كل شرائح المجتمع ومؤسساته للقيام بدور رائد في تحقيق أهداف إتفاق باريس، كما إستعرضت نماذج للجهود الناجحة لفريق رئاسة المؤتمر في دعم المساعي العالمية للوصول إلى الحياد المناخي، بما فيها مضاعفة إسهام الحملة العالمية (السباق نحو الصفر) في تشجيع الدول والشركات على الإلتزام بتحقيق الحياد المناخي، مقارنة بنتائجها منذ إطلاق الحملة في «COP26»، ونجاح «أجندة الإختراق» خلال عام 2023 في تحديد أهداف مخصصة لكل قطاع، بهدف توحيد الجهود العالمية للوصول إلى بناء مستقبل مرن ومحايد مناخياً على نطاق واسع.
وجدد السفير ماجد السويدي تأكيد أن التمويل من أبرز العوامل الأساسية اللازمة لإنجاز عمل مناخي ملموس. وأشار إلى عدم توافره بشكل كافٍ وميسَّر أو بكلفة معقولة، كما دعا إلى ضرورة التوافق على تطوير آليات التمويل المناخي خلال «COP28»، وتعاون كل الأطراف للوفاء بالتعهدات السابقة لإستعادة الثقة بمنظومة العمل متعدد الأطراف، وإعتماد إطار مالي يتيح بناء مستقبل مستدام، وزيادة التمويل المخصص للمناخ من مليارات إلى تريليونات الدولارات.
وأعرب عدنان أمين عن تفاؤله بالأجواء الداعمة خلال الإستعداد لعقد المؤتمر، وأكد عزم فريق «COP28» على التعاون والعمل البنّاء مع جميع الأطراف، وبالشراكة مع رئيسي الهيئتين الفرعيتين لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، من أجل بناء توافق في الآراء بشأن تحقيق نتائج موثوق بها ومتوازنة، تبعث رسالة واضحة إلى العالم بشأن مستقبل العمل المناخي.
- 97 ألف مشارك في المنطقة الزرقاء، وأكثر من 400 ألف في المنطقة الخضراء.
- إستحداث دور «رائد الشباب للمناخ» بشكل رسمي للمرة الأولى في مؤتمرات الأطراف.
- تقديم عدد كبير من شركات النفط تعهّدات بتحقيق الحياد المناخي، وإقامة مؤتمر وزاري للصحة.
- فريق «COP28» بذل جهوداً مكثّفة للإستعداد والتحضير للمؤتمر وتم تحقيق تقدّم ملموس خلال العام الماضي.
- ندعو العالم إلى تقديم إستجابة حاسمة وطموحة للحصيلة العالمية لتقييم التقدّم في تنفيذ أهداف إتفاق باريس خلال «COP28».