تسعى إسبانيا للدفع بإتجاه موقف أكثر ملاءمة للتطلعات الفلسطينية داخل الإتحاد الأوروبي. وهو نهج سيدافع عنه رئيس وزرائها بيدرو سانشيز خلال زيارة يقوم بها للشرق الأوسط.
وقد أكد سانشيز خلال لقاء جمعه بنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس أن “من مصلحة إسرائيل العمل من أجل السلام، والسلام اليوم يتطلب إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة”.
وأكد سانشيز تأييده “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” بعد “الفظائع” التي إرتكبتها حماس خلال هجومها غير المسبوق في 7 تشرين الأول/اكتوبر الماضي، لكنه أكد “نرفض القتل الأعمى للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية”.
وسيلتقي سانشيز أيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان تعهد الأسبوع الماضي بأن تعمل حكومته الجديدة “في أوروبا وفي إسبانيا من أجل الإعتراف بالدولة الفلسطينية”.
ويتوجه سانشيز إلى مصر الجمعة، ويرافقه في زيارته نظيره البلجيكي الكنسدر دي كرو الذي سيخلفه في الأول من كانون الثاني/يناير في رئاسة الإتحاد الأوروبي الدورية.
وفي 2014، تبنى البرلمان الإسباني بالإجماع تقريباً قراراً غير ملزم يدعو إلى الإعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقامت دول صغيرة في آوروبا مثل السويد ومالطا ورومانيا والمجر بالإعتراف بالدولة الفلسطينية.. ولكن حتى الآن، لم تقم أي دولة كبرى في الإتحاد الاوروبي بهذه الخطوة.
وقد إعترف مسؤول السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وهو وزير خارجية سابق في حكومة سانشيز، أن الصراع “موضوع مثير للإنقسام للغاية” في اوروبا، وإسبانيا من الدول التي لديها “تعاطف أوضح مع العالم العربي”.
ولم تقم إسبانيا علاقات رسمية مع إسرائيل الا في عام 1986، حيث جاء ذلك بعد توترات لمعارضة الدولة الإسرائيلية إنضمام إسبانيا للأمم المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب روابط مدريد الوثيقة مع ألمانيا النازية، كما يذكر بارينادا.
وفي عام 1991، إستضافت مدريد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط الذي شاركت فيه لأول مرة منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، جميع الأطراف العربية المنخرطة في نزاع مباشر مع إسرائيل .
وبعد عامين من هذا المؤتمر، تم التوقيع في واشنطن على إتفاقية أوسلو التي تنص على إعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي تشرين الأول/اكتوبر الماضي، إندلعت أزمة دبلوماسية مصغرة مع السفارة الإسرائيلية بعد تصريحات مثيرة للجدل لوزيرة يسارية اسبانية تحدثت فيها عن “إبادة جماعية مخطط لها” في غزة.
ونظرا للخلافات داخل الإتحاد الأوروبي، أكد بارينادا “من الصعب التصور أن إسبانيا لديها القدرة على إعادة توجيه الموقف الأوروبي”، ولكن “يمكن أن تساهم في إظهار أن هناك حساسيات مختلفة داخل الإتحاد الأوروبي”.