إستشهدت مراسلة قناة “الميادين” فرح عمر، والمصور الذي يُرافقها ربيع المعماري، في غارة إسرائيلية إستهدفتهما في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان.. ونعت قناة “الميادين” إستشهاد الزميلين بقصف إسرائيلي غادر جنوبي لبنان.
وكانت الشهيدة فرح عمر قد ظهرت في رسالتها الأخيرة ضمن تغطية مباشرة قبل نحو ساعة من إستشهادها على شاشة “الميادين”، متحدثّةً عن آخر التطورات في الجنوب.
وفي هذا السياق، أكّد رئيس مجلس إدارة شبكة “الميادين” غسان بن جدو أنّ “الزميلين فرح عمر وربيع المعماري استشهدا من جراء إستهداف إسرائيلي مباشر”..“أقول للعدو الإسرائيلي أنك لن تستطيع كّم أفواه صوت الميادين سواء استشهدت فرح أو ربيع، فأصوات الميادين لن تسكت”.. وأضاف غسان بن جدو، خلال نعيه للزميلين، أنّ “الإحتلال إستهدف موكب الميادين بشكل مباشر ومقصود قطعاً”.
وتابع متوجهاً إلى الاحتلال الإسرائيلي: “أقول لكّ أنّك لن تستطيع كّم أفواه صوت الميادين، ولتعلم أنّك مهما قتلت وحاولت فإننا مستمرون”.
وأردف قائلاً: “باقون ومستمرون في تغطيتنا وعملنا الصحافي الشريف الذي تُعّد أولويته تغطية جرائم الإحتلال في غزة والضفة وفلسطين ولبنان”.
بدوره قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الثلاثاء، إن “اعتداء إسرائيل على الإعلاميين يهدف لإسكات من يفضح جرائمها”، فيما أكد “حزب الله” أن “هذا العدوان لن يمر دون رد”.
ويأتي إستهداف أحد طواقم “الميادين” في جنوبي لبنان في سياق إستهداف الاحتلال المتواصل للطواقم الصحافية، في سياسة متعمدة لتعتيم الخبر ونقل الواقع كما هو.
وكان الإحتلال قد إستهدف أطقم من الصحافيين في 13 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بقصف مباشر في محيط بلدة علما الشعب، أثناء تغطيتهم للوضع على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، ما أدّى إلى إستشهاد مصور وكالة “رويترز” عصام عبد الله، وإصابة عدد آخر من الصحافيين.
ومن جهته أدان حزب الله بشدّة الإعتداء الإسرائيلي على فريق شبكة الميادين، والذي تسبب باستشهاد مراسلة ومصور الميادين فرح عمر وربيع المعماري بغارة إسرائيلية في طير حرفا جنوبي لبنان.
وجاء في بيان مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله: “هذا العدوان وما رافقه من إستشهاد لمواطنين آخرين “لن يمر من دون رد من مجاهدي المقاومة الإسلامية الذين يسطرون في الميدان أروع ملاحم البطولة والفداء”.
وأضاف: “مرة جديدة تتعرض قناة الميادين إلى عدوان صهيوني غاشم، فبعد القرارات التي إتخذتها حكومة العدو بالتضييق التعسفي على القناة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، إرتكبت قوات الإحتلال جريمة غادرة أدت إلى إستشهاد الزميلين العزيزين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري”.
وشدّد على أنّ “هذه الجريمة وما سبقها من إغتيال للشهيد الصحافي عصام العبد الله، وإطلاق النار على الموكب الإعلامي في يارون، وما قامت وتقوم به قوات الاحتلال من عمليات قتل لعشرات الصحافيين في غزة وتدمير مقراتهم، يكشف أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في فضح ممارسات العدو الإرهابية وكشف جرائمه المروّعة ضد المدنيين خصوصاً في قطاع غزة”.
وطالب بيان حزب الله “الهيئات الدولية الإعلامية والإنسانية بإدانة هذه الجريمة وما سبقها من جرائم مماثلة ورفع الصوت عالياً وممارسة أعلى درجات الضغط على حكومة العدو لوقف عدوانها على الإعلاميين والمدنيين”.
بدوره، أدان الإتحاد الدولي للصحفيين (مقره العاصمة البلجيكية بروكسل)، الثلاثاء، قتل إسرائيل الصحفيين في قطاع غزة.
وطالب الاتحاد في بيان، إجراء تحقيق فوري بشأن إستشهاد الصحفيين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 46 يوما.
وتضمن البيان أسماء وتواريخ وأماكن واستشهاد 62 صحفيا فقدوا أرواحهم في الهجمات الإسرائيلية حتى اليوم الثلاثاء.
وأرفق الإتحاد بيانه بمقطع فيديو لمراسلة قناة “الغد” آيات خضورة، وهي تقول قبل إستشهادها “سيكون هذا هو الفيديو الأخير”.
وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن إسرائيل قتلت 62 صحافيا بينهم 6 نساء، في هجماتها على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
ومنذ 46 يومًا يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 13 ألفا و300 شهيد فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و600 طفل و3 آلاف و550 إمرأة، فضلا عن أكثر من 31 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.