إتهمت حركة حماس الاربعاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ب”التواطؤ” مع إسرائيل في “النزوح القسري” لسكان غزة.
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في بيان “نؤكد أن تخاذل وكالة الأونروا ومسؤوليها عن دورهم الواجب هو تواطؤ واضح مع الإحتلال ومخططاته بالتهجير القسري”.
واضاف “وصلت الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة لدرجة كارثية، ما يجعل منها منطقة منكوبة تعاني جراء الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه الإحتلال بالقتل والقصف والمجازر”.
وحمل معروف الوكالة التابعة للأمم المتحدة المسؤولية عن “وزر هذه النكبة الإنسانية سيما لسكان مناطق غزة وشمالها بعدما إمتثلت منذ اللحظة الأولى لإملاءات الإحتلال وغادرت مواقعها “، وإتهمها بالتخلي عن “مسؤوليتها تجاه مئات الآلاف من السكان في هذه المناطق، فتركتهم بدون مأوى أو ماء أو غذاء أو علاج، وصمّت آذانها عن الإستماع لكل صرخات الألم والمعاناة حتى اللحظة”.
ومن جهته قالت حركة “حماس” الفلسطينية اليوم الأربعاء، إن محاولة فرض واقع جديد في قطاع غزة تمثل “مؤامرة واضحة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية”.
وأكد الناطق بإسم الحركة فوزي برهوم أنه “لن يكون بإستطاعة أي طرف فرض أي خيارات على شعبنا الفلسطيني، وأي مشاركة في المحادثات الأمريكية الإسرائيلية يمثل مؤامرة”.
وأضاف برهوم “ستبقى حماس رأس حربة المقاومة في فلسطين ضد الإحتلال الإسرائيلي حتى دحره وتحرير كامل تراب فلسطين”.
وإعتبر الناطق بإسم حماس أن “الحديث الأمريكي عن الهدنة الإنسانية في القطاع يتناقض تماما مع الدعم الأمريكي للإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة ومحاولة لتضليل الرأي العام”.
يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تمديد الوقت الذي يحدده لنزوح سكان غزة وشمالها إلى وسط وجنوب القطاع.
وقال الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إنهم قرروا “تمديد عمل الممر الآمن على طريق صلاح الدين لانتقال السكان إلى جنوب وادي غزة بساعة إضافية”، حيث فتحت إسرائيل الممر الآمن اليوم من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر .
وبحسب الأمم المتحدة هناك حوالي 5ر1 مليون شخص في غزة مشردون داخليا.. ومن بينهم، يعيش ما يقرب من 725 ألف شخص في 149 منشأة تابعة لوكالة الأونروا.
وأكدت المنظمة أن الاكتظاظ يشكل مصدر قلق كبير، إذ يلجأ أكثر من 557 ألف شخص إلى 92 منشأة تابعة للأونروا في الجنوب، ولا تستطيع الملاجئ إستيعاب الوافدين الجدد.
ويستضيف مركز تدريب خان يونس، وهو مرفق الأونروا الأكثر اكتظاظا، أكثر من 22 ألف نازح ، حيث تبلغ المساحة للشخص الواحد أقل من مترين مربعين، في حين أن كل مرحاض يتقاسمه ما لا يقل عن 600 شخص.
وتؤدي الظروف الصحية المتدهورة، إلى جانب الإفتقار إلى الخصوصية والمساحة، إلى مخاطر على الصحة والسلامة.. وقد تم الإبلاغ عن الآلاف من حالات الإصابة بإلتهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والجدري المائي بين الأشخاص الذين لجأوا إلى ملاجئ الأونروا.
ويقيم ما يقدر بنحو 160 ألف نازح في 57 منشأة تابعة للأونروا في الشمال.. إلا أن الأونروا لم تعد قادرة على تقديم الخدمات في تلك المناطق وليس لديها معلومات دقيقة عن إحتياجات الناس وظروفهم منذ صدور أمر الإخلاء الإسرائيلي في 12 أكتوبر الماضي.
وفي 7 نوفمبر، تم قصف مدرسة تابعة للأونروا في خان يونس، مما أدى إلى مقتل أحد النازحين وإصابة تسعة آخرين.. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للنازحين الذين قتلوا منذ السابع من الشهر الماضي إلى 67، بينما أصيب 549 آخرين.