يتدفق بشكل متواصل الجمعة عمال طردتهم إسرائيل إلى قطاع غزة ويسقط بعضهم على ركبتيه من شدة الإجهاد، لكنهم جميعا يريدون إظهار آثار إحتجازهم في إسرائيل من علامات تقييد المعصمين إلى الرقم المربوط إلى كواحلهم.
فقد بدأت إسرائيل الجمعة طرد آلاف الغزاويين الذين دخلوا أراضيها للعمل قبل السابع من تشرين الاول/أكتوبر، إلى قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف، حيث أكد بعضهم إنهم يجهلون إن كانت لا تزال لديهم عائلات أو منازل يذهبون إليها.
ويقول نضال عابد “منذ بداية الحرب سلمنا أنفسنا للجيش الإسرائيلي لأنهم أعلنوا سحب التصاريح منا، كنا مسجونين لا نعرف أي شي، اليوم أطلقوا سراحنا من السجن” مشددا على أن لا فكرة لديهم عن الوضع القائم.
وبعد ثلاثة أيام على هجوم حماس ألغت إسرائيل 18500 تصريح عمل ممنوحة لفلسطينيين في قطاع غزة.
وعند معبر كرم أبو سالم يمر هؤلاء العائدون من دون مقتنيات شخصية، حيث يروي ياسر مصطفى أبو طه إنه أوقف في أيام الحرب الأولى عندما كان في إسرائيل.
ويوضح “جاءت الشرطة وإعتقلتنا، عذبونا بالكهرباء، وأطلقوا علينا الكلاب .. بعدها أخذونا إلى معسكر حيث وضعونا في مكان لا يصلح لإيواء الحيوانات”.
على بعد مسافة قصيرة، يعرض رجال عدة أيديهم مع جروح لم تلتئم وكواحلهم التي طوقت بقيود بلاستيكية زرقاء مرقمة وقد حملت أحداها رقم 061962″ و أخرى “062030”.. ويشير رجل إلى معصميه اللذين لا يزالان يحملان أثار الجروح والضرب والقيود.
ويؤكد رمضان العيساوي “ إعتقلونا 23 يوما في سجن عوفر” الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، حيث أقاموا هناك معسكر اعتقال، لا نعرف بأي وقت نموت فيه فقط نعيش بالماء .. لا نعرف شيئا عن أهلنا ولا أهلنا يعرفون إن كنا أحياء أو أمواتا”.