علّقت المملكة العربية السعودية محادثات التطبيع مع إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة بين الدولة الإسرائيلية وحركة حماس في قطاع غزة، على ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية السبت قبل لقاء وزير الخارجية الأميركي بالمسؤولين السعوديين، حيث صرح إنّ المملكة العربية السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل (مع إسرائيل) وأبلغت ذلك للمسؤولين الأميركيين الذين يقومون برعاية المباحثات.
وجاء الإعلان عن تعليق مفاوضات التطبيع قبيل لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظيره السعودي في الرياض، في زيارة تأتي ضمن جولة إقليمية تشمل ستّ دول عربية.
وبعد الإجتماع، دعت وزارة الخارجية السعودية في بيان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ومحيطها والعمل على ضمان دخول المساعدات الإنسانية الملحّة من غذاءٍ ودواء.
والشهر الماضي، أبلغ ولي العهد النافذ محطة “فوكس نيوز” أنّ التطبيع بين السعودية وإسرائيل “يقترب كلّ يوم أكثر فأكثر”، وأعرب عن أمله في أن تؤدي المفاوضات مع إسرائيل إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين.
كما أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من على منبر الأمم المتحدة أنّ بلاده على عتبة إقامة علاقات مع السعودية.
وتدفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أشهر لوضع السعودية على هذا المسار، وإعتبر العديد من المحللين أن الإتفاق بعيد المنال حتى قبل بدء الحرب.
وقد صرح مصدر مطلع ” إن التطبيع بين المملكة وإسرائيل هو مبادرة ومشروع أميركي رحبت به المملكة في حال تمكنت الولايات المتحدة من التوصل إلى إتفاق يعالج الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين – اتفاق سيقبله الفلسطينيون .. في الواقع، لم تكن إسرائيل مستعدة حقاً للتوصل إلى إتفاق مع الفلسطينيين يمنحهم الحد الأدنى من إحتياجاتهم”.
وقال جوست هيلترمان، مدير قسم الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية،” إنه من المستحيل أن تتمكن أي دولة عربية من التعامل بجدية مع إسرائيل بشأن تطبيع العلاقات عندما يرى شعبها ما يحدث في غزة”.
ومنذ شنّت حماس عملية ” طوفان الأقصى” ، ندّدت المملكة العربية السعودية في عدة بيانات بالسياسة الإسرائيلية التي أدت لإندلاع المواجهة، كما أعربت عن قلقها حيال وضع المدنيين مع شنّها آلاف الغارات الجوية وتوجيه إنذار إلى السكان تدعوهم إلى مغادرة شمال غزة ما دفع بآلاف منهم للنزوح في إتجاه الجنوب في غياب ممر آمن.
وفي بيان هو الأشد لهجة منذ إندلاع الحرب، عبرت الرياض الجمعة عن رفضها الإنذار الإسرائيلي بإخلاء شمال غزة وإستهداف المدنيين.
وأكّدت وزارة الخارجية السعودية على الرفض القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانتها لإستمرار إستهداف المدنيين العزّل هناك”.
بالمثل، شجب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سقوط ضحايا من المدنيين بعد اجتماعه مع بلينكن السبت.
وتعمل الدبلوماسية السعودية على وقف التصعيد الجاري من خلال إتصالات أجراها ولي العهد ووزير الخارجية السعودي مع قادة المنطقة والعالم.
وأكّد ولي العهد السعودي الثلاثاء للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن “المملكة مستمرة في وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني”، موضحا أنه يعمل على منع اتّساع نطاق النزاع.
والخميس، بحث وليّ العهد السعودي التصعيد العسكري الجاري حالياً في غزة ومحيطها مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في أول إتصال بين الزعيمين منذ إستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية الصين في آذار/مارس الماضي .
وقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون منذ بدء الهجوم، وبينهم 258 جنديًا، وفق آخر حصيلة للجيش، ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3200، وبلغ عدد الرهائن الذين ثبت أنهم محتجزون حوالى 120.
في القطاع المحاصر، استشهد أكثر من 2000 فلسطيني بينهم 614 طفلا وجرح أكثر من 7696 مواطنا جراء القصف الإسرائيلي المكثف رداً على العملية، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة.