طلب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الخميس، من وزير خارجية بلاده عبدالله بوحبيب، تقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، جراء “ إعتداءاتها المتكررة ضد لبنان”.
تصريحات ميقاتي جاءت في مؤتمر صحافي بعد إنتهاء جلسة مجلس الوزراء الذي إنعقد في مقر الحكومة بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال ميقاتي: “طلبت من وزير الخارجية (عبدالله بوحبيب)، تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد اسرائيل، على خلفية إعتداءاتها المتكررة ضد لبنان”.
وفي وقت سابق الخميس، قصف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية منطقة “وطى الخيام”، التابعة لقضاء مرجعيون بمحافظة النبطية الحدودية جنوبي لبنان، بعد هدوء حذر طوال اليوم، بينما صرح قائد قوات حفظ السلام الدولية “يونيفيل” أرولدو لاثارو، أن “الوضع مستقر ولكنه متقلب”.
وأضاف ميقاتي: “لبنان في عين العاصفة، وما يجري في جنوب لبنان يثير القلق العميق .. أن مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل)، هي نتيجة للإستفزازات الإسرائيلية ولخرق العدو الإسرائيلي الدائم للقرار 1701″.
والقرار 1701، تبناه مجلس الأمن الدولي في أغسطس/ آب 2006، لوقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، عقب حرب بين الأخيرة و”حزب الله” اللبناني إستمرت 33 يوما.
وقد أدان نجيب ميقاتي “الأفعال الجرمية التي يقترفها العدو الصهيوني في غزة ويسكت عنها المجتمع الدولي”، مشيرا إلى أنّ “أسباب المعركة في غزة معروفة، وهي غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية”.
وتابع: “التعدي المتكرر على المقدسات الإسلامية والمسيحية أجج المشاعر، ونحن جميعا معنيون بما يجري هناك ولا يمكن أن نكون إلا إلى جانب الحق والعدالة”.
وشدد ميقاتي على دور الجيش في “حماية الأمن والاستقرار، مع التأكيد أن قضية فلسطين هي قضية عادلة وقضية كل إنسان يؤمن بالحق”.
وإعتبر أن “المواجهات العنيفة الدائرة في غزة وحولها، تبتعد بالمنطق عن أي فرص حقيقية لتحقيق الإستقرار والسلام”.
ودعا القوى الفاعلة في المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياتها والضغط لوقف إطلاق النار في غزة، والبدء بمفاوضات تؤدي إلى عودة الهدوء”.
وقد أعلنت جماعة “حزب الله” الأربعاء إستهداف موقع عسكري إسرائيلي مقابل منطقة الضهيرة (بقضاء صور جنوب لبنان) بالصواريخ، مؤكدا أنه “سيكون حاسما في الرد على الإعتداءات الإسرائيلية” على لبنان، لترد إسرائيل بعدها بوقت قصير بقصف بالمدفعية بلدات حدودية عدة.
ويأتي التصعيد جنوب لبنان عقب عملية “طوفان الأقصى” التي بدأتها حركة “حماس” وفصائل فلسطينية ضد إسرائيل، السبت، “ردا على الانتهاكات بحق المسجد الأقصى”، وسط تحذيرات دولية من توسع المواجهات إلى الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، في ظل تمركز “حزب الله” في المناطق الحدودية.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.