بحث نواب البرلمان التونسي، الأربعاء، مقترحا لقانون يجرم التطبيع مع إسرائيل قدمته كتلة “الخط الوطني السيادي”.
جاء ذلك خلال جلسة عقدتها لجنة الحقوق والحريات بالبرلمان التونسي، للإستماع إلى الجهة المبادرة، بخصوص مقترح “قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل”، وفق بيان أصدره البرلمان.
وكتلة الخط الوطني السيادي بالبرلمان تضم 15 نائبا، وهي تحالف يجمع نواب حركة الشعب (قومي ناصري)، مع نواب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (يساري أسسه شكري بلعيد الذي اغتيل عام 2013).
ووفق البيان، عبر النواب خلال الجلسة عن “المساندة المطلقة للقضية الفلسطينية”، وأشادوا “بموقف الرئيس التونسي قيس سعيد المشرّف تجاه ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من إعتداءات وحشية، وهو موقف يلتقي مع إرادة الشعب التونسي”.
والاثنين، أكد الرئيس سعيد خلال إجتماع له بقصر قرطاج، أنه “لا يجب الوقوف في دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال عند البلاغات وبيانات الإدانة، وإنما يجب أن يكون الدعم حقيقيا”.
وقد أشاد أعضاء اللجنة بـ”مقترح القانون المقدّم من طرف كتلة الخط الوطني السيادي والمتعلّق بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإعتبروه مشروعا يتجاوز الكتلة، ليشمل كافة النواب والشعب التونسي المساند للقضية الفلسطينية”.
وأكّد أعضاء اللجنة أثناء النقاش على “ضرورة تجويد الصياغة القانونية لمقترح القانون، وتعميق النظر في العقوبات المطروحة ضمنه، لتكون متناسقة مع المجلة الجزائية، إضافة إلى عدم خضوع جريمة التطبيع للسقوط بمرور الزمن، مثلما هو معمول به في الجرائم الإرهابية”، وفق البيان، حيث أشاروا إلى أن “تجريم التطبيع يشمل العلاقات الطبيعية مع إسرائيل مباشرة أو بواسطة”.
وقد قرّرت اللجنة في ختام أشغالها “عقد سلسلة من الاستماعات حول مقترح القانون المعروض، مع تأكيد الإسراع في إستكمال النظر فيه لعرضه على الجلسة العامة في أقرب الآجال”.
وفي أغسطس/آب 2023 أعلن البرلمان التونسي بدء لجنة الحقوق والحريات دراسة مقترح قانون يطالب بـ”تجريم” التطبيع مع إسرائيل، وقدمت اللجنة حينها “قراءة أولية بخصوص أهمية مشروع القانون بالنسبة للشعب التونسي، ومساندته غير المشروطة للقضية الفلسطينية العادلة”.
وبدأت تونس المقاطعة الرّسمية المنظمة لإسرائيل عن طريق جامعة الدول العربية بعد حرب 1948، فيما إختلف تنفيذ هذه المقاطعة من دولة لأخرى.
وتسارعت وتيرة تطبيع عدد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بموجب “ إتفاقيات إبراهيم”.