أكدت الرئاسة السورية أنّ “الإرهاب لن يستطيع أن يحيل قوتنا إلى ضعف وثباتنا إلى تراجع وإيماننا إلى شك”، وذلك في تصريح نشره موقع الرئاسة بعد الهجوم الإرهابي المروع الذي إستهدف حفل تخريج ضباط في الكلية الحربية بحمص، يوم الخميس.
وقد شدّدت الرئاسة على أنّ “كل قطرة دم سقطت أمس ستزيدنا قوةً وتماسكاً وإصراراً على إستكمال نصرنا”، مشيرةً إلى أنّ “الإرهاب يضرب أبناء الوطن فيُحيل لحظة الفرح والفخر حزناً وألماً.. قدرنا التضحية في سبيل بلدنا والعزاء لنا جميعاً “.
ورداً على الهجوم، شنّ الجيش السوري قصفاً مدفعياً وصاروخياً، إستهدف بشكل رئيسي مقار لـ”الحزب الإسلامي التركستاني” وكتيبة المهاجرين في أريحا وجسر الشغور وإدلب وبنش وسرمين، فجر اليوم.
“الجيش السوري وحلفاؤه مصممون الآن على تحرير كامل الشمال السوري وسيضربون الإرهاب في عقر داره”.
كما إستهدف قصف جوي سوري – روسي أيضاً مواقع “الحزب الإسلامي التركستاني” في سهل الغاب شمال غربي حماة وريف إدلب الغربي، حيث تركزت الغارات على تلة قرب بلدة القرقور في سهل الغاب شمال غرب حماة، بالإضافة إلى مواقع في محيط مدينة جسر الشغور غرب إدلب.
ولفت مراسل الميادين إلى أنّ الحزب التركستاني وكتيبة المهاجرين، وفق معلومات موثوقة، “هما الفصيلان اللذان يمتلكان تقنية الطائرات المسيرة”، حيث أشارت المعلومات إلى أنّ قطع طائرات مسيرة متطورة “نقلت إلى الفصيلين قبل 3 أشهر، وأن فرنسا هي التي زودتهما بهذه التقنية”.
ودانت عدة جهات هذا الهجوم، مشيرةً إلى أنّ خطر الإرهاب مازال ماثلاً في المنطقة “بفعل إراداتٍ دولية داعمة له”.
وشيعت سوريا اليوم الجمعة جنازات عشرات الأشخاص الذين قتلوا في هجوم بطائرات مسيرة على حفل تخريج طلاب في الكلية الحربية في حمص أمس الخميس، في واحدة من أكثر الضربات دموية ضد الجيش خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من 12 عاما.
وقصفت عدة طائرات مسيرة فناء الكلية الحربية في حمص حيث كانت العائلات مجتمعة مع الضباط الجدد، ووقع الهجوم بعد دقائق من مغادرة وزير الدفاع علي محمود عباس.. وقد أعلنت سوريا الحداد لمدة ثلاثة أيام.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وإتهمت وزارتا الدفاع والخارجية السوريتان ما وصفتهما بالجماعات الإرهابية بشن الهجوم، دون الخوض في مزيد من التفاصيل، وتعهدتا بالرد بكل قوة.
وخرجت نعوش الضحايا الملفوفة بالعلم السوري من المشفى العسكري في حمص صباح اليوم الجمعة، وعزفت فرقة عسكرية موسيقى جنائزية وأدت القوات المصطفة التحية.. وقال عباس خلال الجنازة للصحفيين “الشهداء الذين إرتقوا أمس ثمن دمائهم غال جدا”.
وقال ياسر محمد، وهو ضابط حديث التخرج نجا من الهجوم لكن والدته لقيت حتفها “جاءت أمي لتحتفل بي، كما لو كانت قادمة لحضور حفل زفافي”، حيث تحدث لرويترز بصوت تخنقه الدموع “كنا سعداء، وكنا نلتقط الصور، ثم فجأة.. إنه يوم صعب ومأساة كبيرة”.
وقالت وزارة الصحة السورية إن 89 شخصا قتلوا، بينهم 31 إمرأة وخمسة أطفال.. وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع الصراع السوري، عدد القتلى بأكثر من 120 شخصا.
وإستمرت قوات الجيش العربي السوري طوال الليل وحتى صباح الباكر اليوم الجمعة في قصف الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظتي إدلب وحلب الشماليتين بالمدفعية، وفقا للمرصد ومجموعة الدفاع المدني المعروفة بإسم الخوذ البيضاء التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وتعد الكلية الحربية في حمص من أقدم الكليات العسكرية في سوريا ويتخرج فيها جميع ضباط القوات البرية.