أصدر رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، مساء الأربعاء، مرسوما دستوريا بحل قوات “الدعم السريع”.
وأفاد بيان صادر عن مجلس السيادة، بأن رئيسه “القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان أصدر اليوم مرسوماً دستورياً قضى بحل قوات الدعم السريع”.
وأضاف البيان، أن البرهان “وجه القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والأمانة العامة لمجلس السيادة والجهات المعنية الأخرى بوضع القرار موضع التنفيذ”.
وذكر أن القرار يأتي إستنادا إلى “تداعيات تمرد هذه القوات على الدولة والانتهاكات الجسيمة التي مارستها ضد المواطنين، والتخريب المتعمد للبنى التحتية بالبلاد”.
وأردف:، “فضلا عن مخالفتها لأهداف ومهام ومبادئ إنشائها الواردة في قانون قوات الدعم السريع لسنة 2017 م” .
و”الدعم السريع” قوة مقاتلة جرى تشكيلها لمحاربة المتمردين في دارفور، ثم لحماية الحدود لاحقاً، وحفظ النظام، تأسست في 2013 كقوة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا توجد تقديرات رسمية لعددها، إلا أن المؤكد أنها تتجاوز عشرات الآلاف.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي يخوض الجيش وقوات “الدعم السريع” إشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ومن جهة اخرى قالت جماعة (محامو الطوارئ) الناشطة في بيان اليوم الأربعاء إن ما لا يقل عن 32 مدنيا لقوا حتفهم وأصيب العشرات في قصف مدفعي للجيش السوداني على أحد أحياء مدينة أم درمان الثلاثاء، وهو من أعلى أعداد القتلى الذين سقطوا في يوم واحد منذ إندلاع القتال في أبريل/ نيسان.
ويقول نشطاء في مجال حقوق الإنسان وسكان إن الجيش النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية يطلقون صواريخ على مناطق مأهولة بالسكان خلال الصراع، مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
وبينما تنتشر قوات الدعم السريع في أنحاء الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري، اللتين تشكلان مع الخرطوم عاصمة البلاد، يتفوق الجيش في المدفعية الثقيلة والطائرات.
وصرح مجلس السيادة السوداني في وقت متأخر اليوم الأربعاء إن رئيسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أصدر مرسوما دستوريا يقضي بحل قوات الدعم السريع.
ووقع القصف يوم الثلاثاء في حي أمبدة بغرب أم درمان، وفقا للبيان الصادر اليوم، وهو حي شهد عدة ضربات مميتة.
وفي وقت سابق من الأسبوع، قالت مصادر عسكرية إن الجيش نشر أعدادا كبيرة من القوات البرية في أم درمان ويستعد لعملية كبيرة لمحاولة قطع طريق الإمداد الرئيسي لقوات الدعم السريع من إقليم دارفور إلى العاصمة.
وأفاد متطوعون محليون أن 19 شخصا قتلوا في ضربات للجيش على أمبدة يوم الأحد. ويقول سكان إن أعدادا كبيرة من قاطني الحي فروا اليوم الأربعاء.
كما يتهم الناشطون والسكان قوات الدعم السريع بإلحاق أضرار بالمنازل عبر إطلاق صواريخ مضادة للطائرات وغيرها من القصف المدفعي، فضلا عن نهب وإحتلال الأحياء المدنية.
وقال محامو الطوارئ، وهم نشطاء في المجال القانوني مؤيدون للديمقراطية، اليوم الأربعاء “إن استخدام المدفعية الثقلية والخفيفة في مناطق مأهولة بالمدنيين جريمة حرب… وتعكس استهانة بأرواحهم”.
وفرضت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع بسبب ضلوعه في إنتهاكات لحقوق الإنسان إرتكبتها قواته، وفرضت في السابق عقوبات على شركات مرتبطة بالطرفين.