حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تزايد عدم الإستقرار حول العالم، وتوسع بؤر التوتر الجديدة في عدد من المناطق المختلفة.
جاء ذلك ضمن رسالة بالفيديو للمشاركين في الإجتماع الدولي الحادي عشر للممثلين السامين للشؤون الأمنية، اليوم الأربعاء، نشرها الموقع الرسمي الكرملين، حيث أضاف أن تزايد عدم الإستقرار حول العالم يعود إلى حد كبير إلى رغبة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الحفاظ على الهيمنة، وتجاهل سيادة الآخرين.
كذلك أشار الرئيس الروسي إلى أن تصاعد عدم الإستقرار في العالم ترافقه محاولات من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية الإستفادة من الأزمات التي يثيرونها.
وتابع بوتين أن إتصالات الممثلين السامين المنتظمة وتبادل الخبرات، والتقييمات أثبتت أهميتها وساهمت في حل القضايا الرئيسية لضمان الأمن العالمي والإقليمي وتعزيز الإستقرار الإستراتيجي، وفق “روسيا اليوم”.
وتحدث الرئيس عن جدول الأعمال الحالي للممثلين السامين والذي يحفل بالأحداث المهمة، وعلى رأسها مناقشة الوضع في العالم وآفاق تطوره، و”تحليل التهديدات الحديثة الأكثر إلحاحا، بما في ذلك الإرهاب الدولي، والتطرف، والاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات، والجريمة العابرة للحدود، والهجرة غير الشرعية، وبالطبع القضايا المتعلقة بالغذاء وأمن المعلومات”.
وتابع الرئيس بوتين أن شعوب عدد من الدول تعاني من العواقب المأساوية للانقلابات المنظمة من الخارج، وهو ما يرتبط برغبة الدول والجمعيات الفردية في الحفاظ على هيمنتها، وفرض قواعدها الخاصة، والتجاهل التام لسيادة الدول الأخرى ومصالحها الوطنية وتقاليدها.
كما أكد الرئيس الروسي على أن كل هذا يرافقه تكديس للإمكانيات العسكرية، والتدخل غير الرسمي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، فضلا عن محاولات إنتزاع مزايا أحادية الجانب من أزمات الطاقة والغذاء، التي أثارها عدد من الدول الغربية.
وشدد بوتين على أن روسيا مقتنعة “بوجود بديل حقيقي لمثل هذا المسار المدمر، وسياسة الابتزاز، والعقوبات غير المشروعة، ألا وهو تعزيز الإستقرار في العالم، والبناء المتسق لنظام الأمن الموحد غير القابل للتجزئة، وحل المهام واسعة النطاق لضمان التنمية الإقتصادية والتكنولوجية والإجتماعية. وتابع : “هنا، وأولا وقبل كل شيء، من الضروري تنسيق جهود جميع البلدان والعمل المشترك المضني على مبادئ الإحترام المتبادل والشراكة والثقة.. تلك هي الأساليب التي وضعناها في المفهوم المحدث للسياسة الخارجية الروسية”.
وقال الرئيس: “لقد قلت أكثر من مرة وسأؤكد مرة أخرى إن بلادنا جاهزة للتفاعل الوثيق مع جميع الدول المهتمة في مواجهة التهديدات المشتركة، والتحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية اليوم”.
وتابع: “نحن نقدر تقديرا عاليا حقيقة أن لروسيا عدد من الشركاء في مناطق مختلفة وقارات مختلفة، ونقدر بصدق العلاقات القوية والودية والوثيقة تاريخيا مع دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وسوف نعززها بكل طريقة ممكنة.
وأنا على ثقة بأننا سنحقق معا تشكيلا لعالم متعدد الأقطاب أكثر عدلا، وستصبح أيديولوجية التفرد، فضلا عن النظام الإستعماري الجديد، الذي جعل من الممكن إستغلال موارد العالم بأسره، حتما، جزءا من الماضي.
آمل أن يكون إجتماعكم بناء ومثمر، ويسمح لنا بتحديد أشكال وتوجهات جديدة للتعاون العملي لصالح بلداننا وشعوبنا لصالح السلام والإستقرار على كوكب الأرض.. تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق”.