نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز إفتتاحيتها بعنوان “ إنتخابات حاسمة في تركيا”، حيث كتبت الصحيفة إنه بعد هيمنته على السياسة لمدة عقدين، يواجه الرئيس رجب طيب أردوغان أصعب تحد سياسي في حياته المهنية فيما تستعد تركيا للإنتخابات البرلمانية والرئاسية يوم الأحد.
وتضيف أن معظم إستطلاعات الرأي تمنح زعيم المعارضة كمال كيليجدار أوغلو، المدعوم من تحالف من ستة أحزاب، تقدمًا طفيفًا على إردوغان، مما يعني أن الإنتخابات قد تشهد جولة ثانية.
وتقول إن هذه ستكون السابقة الأولى من نوعها لتركيا، حيث قاد أردوغان العديد من الانتصارات الانتخابية منذ أن تولى زعامة حزب العدالة والتنمية ليصل به إلى السلطة في عام 2002.
وتقول الصحيفة إن المنافسة محتدمة، والسؤال الحاسم هو كيف سيستجيب إردوغان إذا شعر أن حكمه يتعرض لتهديد خطير، حيث أظهر الرجل البالغ من العمر 69 عامًا نزعات إستبدادية متزايدة خلال العقد الماضي وسلطة مركزية حول النظام الرئاسي القوي الذي تبناه بعد إستفتاء على الدستور عام 2017.
وتقول الصحيفة إنه من الواضح أن الإنتخابات التركية لم تعد حرة ونزيهة بالكامل .. ومع إقترابه من حكم الرجل الواحد، قام أردوغان بتفريغ مؤسسات الدولة.. كما أنه يستخدم موارد الدولة لتعزيز حملته السياسية، حيث تم تكميم أفواه وسائل الإعلام.
ومن المقرر رفع حالة الطوارئ في 10 مقاطعات ضربها الزلزال في فبراير/شباط، والذي أسفر عن مقتل 50 ألف شخص وتشريد 3 ملايين، قبل أيام فقط من التصويت.
وتقول الصحيفة إن مزاعم ترهيب الناخبين أصبحت أمرا شائعا، كما حوكم مسؤولون من المعارضة وسجنوا، حيث يقبع صلاح الدين دميرطاش، الزعيم المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يهيمن عليه الأكراد، ثالث أكبر مجموعة سياسية ، في السجن منذ عام 2016. وهناك مخاوف جدية بشأن إستقلال المجلس الأعلى للإنتخابات.
وتقول الصحيفة إن المعارضة في أقصى حالاتها منذ سنوات. وهي تضع ثقتها في قدرتها على مراقبة التصويت والفرز في مراكز الإقتراع في جميع أنحاء البلاد ، معتقدة أنه سيكون من الممكن التلاعب بنسبة صغيرة فقط من الأصوات.. ولكن كلما إقتربت الإنتخابات، زاد الخوف من التزوير أو النتيجة المتنازع عليها، حيث صور وزير الداخلية التركي الإنتخابات على أنها “محاولة إنقلاب سياسي” غربية.
وتقول الصحيفة إن الإنتخابات تجري في ظل أزمة إقتصادية، مع إرتفاع التضخم وهبوط الليرة إلى أدنى مستوياتها القياسية. وتضيف أن السياسة النقدية غير التقليدية لإردوغان لمسؤولة عن جزء كبير من التدهور الإقتصادي في البلاد.