في الوقت الذي يشتد فيه السباق بين شركات التكنولوجيا للسيطرة على حلول الذكاء الاصطناعي، دعا ساندر بيشاي رئيس شركة التكنولوجيا وخدمات الإنترنت الأمريكية العملاقة جوجل إلى وضع ضوابط قانونية للتكنولوجيا الجديدة التي يتوقع لها أن تغير مسارات العمل في مختلف الصناعات خلال السنوات المقبلة .
وأشار بيشاي بشكل خاص إلى إمكانية إختلاق “فيديوهات متقنة التزوير” والتي يمكن فيها إستخدام وجوه أشخاص حقيقيين في فيديوهات مسيئة أو إباحية دون إذنهم ولا حتى علمهم.
وقال بيشاي في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي.بي.إس الأمريكية “يجب أن يكون هناك تنظيم.. ستحتاج إلى قوانين .. يجب أن تكون هناك عواقب لمن يقوم بإختلاق فيديوهات متقنة التزوير والتي تستخدم للإضرار بالمجتمع”.
ويحذر الخبراء منذ وقت طويل من مخاطر الخداع والتضليل بإستخدام ما يسمى الذكاء الاصطناعي التوليدي والذي يمكنه إنتاج نصوص وصور وفيديوهات تماثل تلك التي ينتجها البشر.
وتزايدت هذه المخاوف مؤخرا، وبخاصة عندما تم إختلاق صورة للبابا بإستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي، وكذلك إختلاق مجموعة صور أظهرت عملية للقبض على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وتنتج تطبيقات الذكاء الاصطناعي المحتوى الخاص بها إعتمادا على كمية كبيرة من البيانات التي يتم معالجتها للتعرف على أدق ملامح وخصائص وأسلوب الشخص الذي يمكن إنتاج محتوى منسوب إليه مثلا.. وفي حال إنتاج نصوص، على سبيل المثال، فإن برامج الذكاء الإصطناعي شات جي.بي.تي تكتب الجملة على أساس تحليل تسلسل الكلمات المناسب.
ومن مخاطر هذه التقنية أنه يمكن في بعض الأحيان إنتاج نصوص تحتوي على معلومات خطأ تماما دون أن يدرك المستخدم ذلك.
ويقول بيشاي إن أي شخص تعامل مع الذكاء الإصطناعي لفترة من الوقت يدرك تماما أنه أمر مختلف عن كل ما سبق من تكنولوجيا لذلك يجب وضع لوائح وقواعد مجتمعية للتفكير في كيفية إستخدام هذه التكنولوجيا.. وأضاف أنه لا يجب السماح بتوفير تكنولوجيا متطورة في حين أن المجتمع غير مستعد لإستيعابها والتعامل معها.
يأتي ذلك في حين تطور شركة جوجل التي يرأسها بيشاي منصة للمحادثة بإستخدام الذكاء الإصطناعي لمنافسة منصة شات جي.بي.تي التي تحقق إنتشارا سريعا منذ إطلاقها في أواخر العام الماضي.
وأطلقت جوجل على المنصة الجديدة بإسم أبرينتايس بارد وهي تشبه شات جي.بي.تي التي طورتها شركة أوبن إيه.آي، لكن شركة جوجل تختبر أيضا إمكانية إستخدام صيغة سؤال وجواب في محرك البحث.
وقال جيف دين كبير الباحثين في جوجل للموظفين خلال إجتماع خلال العام الماضي إن جوجل متحفظة للغاية في أسلوبها لتجنب “خطر إنهيار السمعة” نتيجة قيام أدوات الذكاء الاصطناعي بتقديم إجابات سيئة.
وقال ديميس هاسابيس الرئيس التنفيذي لشركة ديب مايند لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة جوجل إن الشركة منخرطة أيضا في هذه المشروعات وتفكر في طرح نسخة تجريبية من منصة محادثة بالذكاء الإصطناعي بإسم سبارو خلال العام الحالي.