حدد فريق من الباحثين الأميركيين جسماً مضاداً يبدو أنه يمنع العدوى من جميع المتغيرات السائدة من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض «كوفيد-19»، بما في ذلك متحور «أوميكرون» ، حيث يمكن أن يؤدي إكتشافهم إلى لقاحات أكثر فعالية وعلاجات جديدة تعتمد على الأجسام المضادة .
وفي دراسة، نُشرت في مجلة Journal of Clinical Investigation، قام المؤلف الكبير الدكتور باتريك ويلسون، أستاذ أبحاث طب الأطفال وزملاؤه بإختبار الأجسام المضادة المأخوذة من عينات دم مرضى على المتحورات المتتالية من الفيروس التي ظهرت أثناء الجائحة، حيث أثبت أحد هذه البروتينات، المسمى S728-1157، فعاليته العالية في تحييد ليس فقط المتغيرات القديمة، ولكن أيضاً سبعة أنواع فرعية من متحور «أوميكرون».
وقال الدكتور ويلسون «قد يكون الوباء إنتهى، لكن الفيروس موجود لفترة طويلة.. إذا لم تتم السيطرة عليه بشكل جيد، فقد يتسبب في أوبئة سنوية»، مضيفاً أن «هذا الجسم المضاد والإمكانية، التي يقدمها، يمكن أن تساعدنا في تجنب الإرتفاع السنوي لمرض كوفيد-19 أو إذا حصلت جائحة فيروس كورونا آخر».
نظراً لأنه يتكاثر في خلايا أولئك الذين يصابون به، فإن فيروس سارس-كوف-2، المسبب لمرض «كوفيد-19»، يكتسب طفرات جديدة.. هذه التغييرات هي مادة خام لظهور متغيرات جديدة من الفيروس، بعضها لديه القدرة على التهرب جزئياً من اللقاحات والعلاجات القائمة على الأجسام المضادة التي تم تطويرها لمحاربة الفيروس الأصلي.
وعلى الرغم من ظهور العديد من المتغيرات، إلا أن بعضها فقط كان لديه القدرة على التأثير بشكل كبير على العدوى على مستوى العالم. من بينها متحور «أوميكرون»، الذي ظهر لأول مرة في نوفمبر 2021 ..إعتباراً من منتصف مارس، كان أحد الأنواع الفرعية، المعروف باسم XBB.1.5، هو السائد في الولايات المتحدة .
في وقت مبكر من «الجائحة»، قبل ظهور المتغيرات، قامت الدكتورة ماريا لوسيا ماداراجا، الأستاذة المساعدة في الجراحة بجامعة شيكاغو، بجمع عينات دم من الأشخاص الذين تعافوا من «كوفيد-19». كجزء من الإستجابة للفيروس، يولد الجهاز المناعي بروتينات تعرف بإسم «الأجسام المضادة» التي تلتصق بأجزاء معينة من الفيروس، مما يشل قدرته على إصابة خلية، ويجعل جهاز المناعة قادرا على تدميره .
كما قامت مجموعة الدكتور ويلسون بتحليل الخلايا المنتجة للأجسام المضادة من هذه العينات للعثور على تلك التي تلتصق بالبروتين الشائك للفيروس، والذي يستخدمه للوصول إلى الخلايا البشرية.
وقد إختبر المؤلف المشارك الأول في الدراسة الدكتور سيريوك تشانجروب، أستاذ علم المناعة في طب الأطفال، الأجسام المضادة التي وجدوها على 12 نوعاً مختلفاً من فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك الإصدار الأصلي من الفيروس.
برز أحد الأجسام المضادة، المسمى S728-1157، بقدرته على التصدي لمتحور «أوميكرون». في التجارب التي أجريت على حيوان، وجد زملاء الدكتور ويلسون الباحثون في كلية الطب البيطري في جامعة ويسكونسن-ماديسون أن العلاج باستخدام هذا الجسم المضاد يقلل أو يلغي كمية الفيروس من متحور “دلتا” أو “أوميكرون” الأصلي في أنف الحيوانات ورئتيها.
وتشير نتائجهم إلى أن الجسم المضاد S728-1157 يمكن أن يصبح بديلا مهما عن العلاجات التقليدية القائمة على الأجسام المضادة تشتد الحاجة إليه.. أدى ظهور المتغيرات، وخاصة أوميكرون، إلى جعل العديد من العلاجات، المعروفة بإسم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، غير فعالة.. ويمكن أن يوجه البحث أيضاً تصميم لقاحات جديدة لتحفيز إنتاج الأجسام المضادة.