وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأربعاء إلى مدينة جدة في أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ قطيعة بين الدولتين منذ بداية الحرب في سوريا، وفق ما أفادت وكالتا الأنباء السورية والسعودية.
وتأتي زيارة المقداد قبل إجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي يشارك فيه أيضاً كلّ من الأردن ومصر والعراق الجمعة في مدينة جدّة للبحث في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها منذ 2012.
وكانت الرياض أعلنت الشهر الماضي أنها تجري مباحثات مع دمشق تتعلّق بإستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) الأربعاء أنّ نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي إستقبل المقداد “لدى وصوله إلى مطار الملك عبد العزيز في محافظة جدة”، حيث يزور المقداد السعودية في إطار دعوة من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله .
والهدف من الدعوة، بحسب المصدر ذاته، “عقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وأمنها وإستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا”.
وإثر إندلاع النزاع في 2011، قطعت دول عربية عدة على رأسها السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، كما علقّت جامعة الدول العربية عضوية سوريا.
لكن خلال السنوات القليلة الماضية برزت مؤشرات إنفتاح عربي تجاه سوريا بدأت مع إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق العام 2018.
ومنذ وقوع الزلزال المدمّر في سوريا وتركيا المجاورة في شباط/فبراير، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد سيل إتصالات ومساعدات من قادة دول عربيّة، في تضامن يبدو أنه سرّع عملية إستئناف علاقاته مع محيطه الإقليمي.
وبرز ذلك بشكل خاص في هبوط طائرات مساعدات سعودية في مناطق سيطرة الدولة السورية ، هي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق.
ويأتي التقارب السوري-السعودي في وقت تتغير فيه الخريطة السياسية في المنطقة، خصوصاً بعد الاتفاق السعودي-الايراني من جهة، وإنفتاح تركيا أيضاً تجاه دمشق من جهة ثانية.