يرفع حمزة يوسف، أول مسلّم يصبح زعيماً لحزب سياسي كبير في بريطانيا ورئيساً للحكومة في اسكتلندا، التحدّي المتمثّل بمواصلة المعركة من أجل إستقلال المقاطعة بعد ولاية نيكولا ستورجن الطويلة والتي كان أحد أقرب حلفائها.
وقال يوسف في كلمة من ملعب مورايفيلد في إدنبرة، متحدثاً عن جديه المهاجرين من باكستان في ستينات القرن الماضي: «كمهاجرَين لم يعرفا سوى كلمة واحدة باللغة الإنجليزية، لم يتخيلا في أحلامهما الجامحة أن حفيدهما سيكون يوماً ما على أعتاب أن يصبح الوزير الأول لاسكتلندا». وأضاف: «يجب أن نفخر جميعاً بحقيقة أننا أرسلنا اليوم رسالة واضحة، مفادها أن لون بشرتك أو إيمانك لن يقفا عائقاً أمام قيادة البلد الذي نطلق عليه جميعاً كلمة وطن».
وقد شارك أكثر من 50 ألف عضو في الحزب الوطني الاسكتلندي في التصويت من أصل هيئة ناخبة تعد أكثر من 72 ألف عضو.
والحكومة المحلية في اسكتلندا، المقاطعة التي تعد 5,5 مليون شخص، يمكنها البت في مواضيع عدة بينها التعليم والصحة والقضاء.
وبحسب إستطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف في 13 آذار/مارس فإن 46% من الذين إستطلعت آراؤهم أبدوا تأييدهم للاستقلال (مقابل 50% الشهر الماضي).. وخلال الإستفتاء الذي نظم في 2014، صوت 45% من الاسكتلنديين لصالح الإستقلال.
نبذة عن حمزة يوسف
وتنحدر عائلة يوسف من ولاية البنجاب، وهاجر والده مظفر يوسف مع عائلته إلى اسكتلندا عام 1960، وتزوج من الكينية المهاجرة شايتسا بوتا، التي ولدت في كينيا، وعملت في مجال المحاسبة.
وولد يوسف عام 1985، ونشأ في اسكتلندا، وتلقى تعليمه في المدارس الخاصة، وتحديدا مدرسة هوتشسونس، ما فتح له المجال لاحقا في عالم السياسة، ليلتحق في دراسته الجامعية بجامعة غلاسكو، ويحصل على البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم السياسية.
في عام 2019، تزوج يوسف من نادية النخلة، وهي اسكتلندية من أصل فلسطيني. وأنجب منها طفلة واحدة، وكان متزوجا من عضوة اللجنة التنفيذية في الحزب الوطني الاسكتلندي السابق جيل ليثجوي بين عامي 2010 و2017.
ونشط يوسف خلال الجامعة في العمل الطلابي، وسبق أن ترأس جمعية الطلبة المسلمين، وعضوية إتحاد الطلبة في الجامعة، وشارك مع الطلبة في العديد من الأنشطة العامة باسم الطلاب المسلمين في غلاسكو.. كما شارك في أعمال الجمعيات الخيرية، وتطوع بإحدى الإذاعات المحلية، في أعمال جمع التبرعات للمحتاجين وطالبي اللجوء.
بدأ يوسف العمل السياسي، في البرلمان، من خلال شغله منصب مساعد للنائب بشير أحمد، أول نائب مسلم في برلمان اسكتلندا، لكن وفاة أحمد عام 2007، لم تمنحه وقتا كافيا، لإكتساب خبرة في عمل البرلمان، لكن رغم ذلك، بات يوسف محط أنظار السياسيين، وإرتبط بعلاقة وثيقة مع رئيسة الوزراء السابقة نيكولا ستورجن، وعمل مساعدا لها.
وخلال السنوات التي تلت عام 2008، شارك يوسف في برنامج منحة دولية للقيادة، تنظمها وزارة الخارجية الأمريكية، وانتخب عام 2011، في البرلمان الاسكتلندي، بعمر 26 عاما، عن غلاسكو، وكان أصغر مرشح في البرلمان، وقام بأداء القسم باللغتين الإنجليزية والأوردية، لغة عائلته، الأمر الذي أثار تقديرا كبيرا من صفوف ناخبيه لإحترامه هويته.
وشغل منصب منسق بين البرلمان والحكومة، ما فتح له المجال لإكتساب خبرة في عمل الحكومة، التي إلتحق بها عام 2012، بوظيفة كاتب دولة في وزارة الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، ثم في وزارة الثقافة والشؤون الخارجية، وكان أول مسلم اسكتلندي يتقلد منصبا في الحكومة.
وتنقل يوسف بين الوزارات، وتسلم وزارة النقل عام 2016، من قبل ستورجن، وفي عام 2018، تسلم وزارة العدل، وخاض معركة من أجل تمرير قانون “جرائم الكراهية” لحماية الأقليات من الجرائم العنصرية في البلاد، والذي نجح بالفعل في تمريره.