بعد عقدين من الزمان لا يزال نظام البعث العراقي يثير الجدل في العراق، خاصة بعد تصريحات لرغد صدام حسين ألمحت فيها أنها ستعود لتكون “جزءا من مرحلة وطنية قادمة”، مشيرة إلى أنها تمتلك “إرادة قوية” لهذا الأمر.
تصريحات رغد التي تحدثت فيها لقناة المشهد أثارت الجدل على شبكات التواصل، إذ قالت إن “جثة والدها ستعود بإستقبال عسكري مهيب” إلى العراق، ما أثارت ردود فعل على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأضافت “أنا ليس لدي طموح، أنا لدي إرادة قوية لأن أكون جزءا من مرحلة وطنية قادمة ليس بعيدا بإذن الله .. أنا لدي إرادة قوية في هذا المضمار وليس رغبة.. هناك فرق بين أن تكون لديك رغبة أو أن تكون لديك إرادة عالية أو إصرار، نعم، متابعتي للشارع جزء من إهتمام كبير”.
وتقيم رغد وهي إبنة صدام الكبرى، وأبناؤها منذ 2003 في ضيافة الأردن، ورفضت عمّان عدة مرات تسليمها لبغداد التي إتهمتها بـ “تمويل نشاطات إرهابية”.. وكانت السلطات العراقية قد نشرت اسمها، في عام 2018، ضمن قائمة المطلوبين لإنتمائهم إلى حزب البعث .
وجاء كلام رغد صدام حسين في لقاء خاص لبرنامج “استديو العرب” على قناة “المشهد”، في الذكرى العشرين لإسقاط النظام العراقي في بغداد عام 2003، بعد الدخول الأميركي الى العراق وتصفية رموز الحكم فيه.
وبدت إبنة الزعيم العراقي الراحل متفائلة و”مؤمنة بمحبة الشعب وحاجته لوجودها”، مؤكدة أنها “لست طموحة، بل لدي رغبة و إرادة قوية لأترك بصمتي في مرحلة وطنية جديدة”، وأنها تفتخر بمرحلة حكم والدها وقيادته للبلاد. وقالت “لقد كانت مرحلة عزّ وشرف ونضال، لأننا كعائلة كنا مع الناس وناضلنا لأجل الوطن ولم نفكر بالهجرة عنه.. كنا نعيش لحظات الحرب في بلدنا، ولم نكن نستبعد سقوط صاروخ على مسكننا في كل لحظة”.
وإعتبرت رغد أن العراق لا يزال محتلاً.. وفيما ذكّرها المضيف الاعلامي هاني النقشبندي بخروج الجيش الأميركي من البلاد، أجابت بحزم : “الإحتلال لا يزال موجوداً، والشعب العراقي يعرف التفاصيل.. فهو الذي عانى ضغوط الإحتلال والإدارات السيئة التي تعاقبت على حكم البلاد تحت مظلة هذا المحتل”.
وقد أظهرت إبنة الزعيم الراحل تماسكاً ملحوظاً أمام الأسئلة الحرجة عن اللحظات الأخيرة من حياة والدها وإعدامه والتعامل المسيئ مع جثمانه، لكنها رفضت بشكلٍ قاطع الحديث عن تفاصيل تلك اللحظات، ولم تخض في الأخذ والرد حول طريقة التعامل مع جثمانه بعيد الإعدام، ولا في ما يشاع حول نبش قبره من قبل عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي.
كما إمتنعت عن الإجابة حول معرفتها بمكان القبر في الوقت الحالي، وأصرت قائلة: “ليس مهما كيف تم إغتيال والدي بل المهم هو أن نهايته كانت نهاية عزّ ترضي الله سبحانه وتعالى وترضي كل المسلمين في العالم وكل الأحرار والأبطال، ولا شك أنها ترضي الشعب العراقي الذي يحفظ لوالدي مكانة إحترام وتقدير ومحبة ، رغم كل ما قيل وما يقال”…
وأضافت: عدم إحترام جثمان الميت يخالف شرع المسلمين بالدرجة الأولى، ويخالف أدبيات الحكم والتعامل مع الرموز في كل دول العالم عربيًا ودوليًا، بغض النظر عن ظروف الوفاة.
وأردفت: أنا رغد صدام حسين وهذا لقب أعتز به.. نحن عشنا في مرحلة وطنية صعبة وكان لنا دور مشرف وشجاع، وأنا لا أعرف الخوف بل إعتدت على الشجاعة وعلى أخذ القرارات في كل لحظة إستثنائية”.
وأبدت إبنة الزعيم الراحل دبلوماسية عالية في معرض ردها على عدة أسئلة توالت حول مدى ثقتها بالشارع العراقي، ومدى تقبّل الشعب لعودتها، وموافقته على إعطائها دوراً ومنحها الثقة بإعادة نهج عائلتها إلى المشهد العراقي.. فأكدت على إحترامها لأبناء بلدها ولخياراتهم معلنة إيمانها بالله وثقتها بأنها قادرة على ترك بصمة وطنية مميزة، وقالت: “أترك للشعب مسألة تفاعله وتقبله لعودتي، فليحكموا على أدائي وأفعالي في الفترة المقبلة”.
وفيما كرر المحاور سؤاله عن عودتها ومشاركتها في القرار السياسي، جددت تأكيدها على أنها تمتلك ارادة صلبة وقوية، وأنها مصممة على أن تكون جزءا من المرحلة الوطنية المقبلة، مشيرةً إلى تواصلها مع المؤيدين في العراق، رافضة التفريق بين عشيرة وفئة وطائفة.
وإذ شددت على “ضرورة تماسك شعب العراق ليتخلص من سيطرة المحتل” حسب وصفها، قالت: “أنا مؤمنة بالله وبالوطن وبمحبة الناس.. ولقد أصبحت جاهزة لدخول معترك السياسة، وسيكون لي بصمة قوية وسألعب بإذن الله دورا حاسما”.
وإستدركت: ما أعرفه من خلال تواصلي مع المحبين في بلدي أن الشعب يعاني ضغوطا كثيرة، وأنه مؤمن بقضيتنا ويحترم دور وتاريخ عائلتنا.. فنحن ناضلنا في مرحلة عزّ وفخر حفظنا فيها كرامة شعبنا وبلادنا.
وقدمت رغد التهاني بشهر رمضان لكل العراقيين والمسلمين في العالم، ثم خاطبت أهل بلدها باللهجة المحلية: “ديروا بالكم على بعض وما اتخلوا الغريب يشتت بينكم لأجل مصالحه.. القادم افضل باذن الله.. وأكرر تحياتي لكل ناسي وكل المحبين في العالم، معاً سنقوم بدور جميل لهذا الوطن بإذن الله.“