حوار / عبدالله عمر – غزة
إستطاعت المصممة الفلسطينية صابرين أبو سليم شقَّ طريقها نحو العالمية، عبر تقديم أزياء تجمع بين الأصالة المحلية، والموضة العصرية.. نالت عبر تصاميمها، التي تستهدف بها كافة الأذواق، إشادةً واسعة، وحظيت بإعجاب كلّ من إقتناها، نظراً لما تتميّز به من جمالٍ وروعة.
من هي صابرين أبو سليم ؟
أنا صابرين أبو سليم أبو رقية مصممة أزياء وناشطة بيئية، إبنة مدينة دير البلح في قطاع غزة أم لخالد وجودي .. درست علم الإجتماع والعلوم السياسية في جامعة بيرزيت ، كما درست تصميم الأزياء في كلية كونسبت وتخرجت بدرجة إمتياز، ومؤسسة ومالكة مدرسة sabreen fashion school.
كيف كانت البداية مع عالم الازياء ؟
كان حلم وشغف منذ الطفولة ولكن تم تحقيقه في عمر الأربعين ، وكانت أول مجموعة أطلقها هي مجموعة التخرج والتي حصلت على درجة الإمتياز والتي إستوحيتها من قصة الأطفال “عصفورة النفس”.. وثاني مجموعة أطلقتها عندما إفتتحت العلامة التجارية الخاصة بي sabreen fashion store ، وهي مستوحاة من راقصة الفلامنكو وتجمع بين التراث والعصرية.. كما صممت تصاميم فردية على حسب الطلب..
هل كان دخولك عالم الأزياء والتصميم مخططا له؟
كل ما أعلمه أنه كان حلم الطفولة وشغف لم أستطيع أن أحققه في طفولتي ، ولكن هذا الحلم حققته وأنا بعمر الأربعين عندما إكتملت صياغة الفكرة ، حيث حصلت على درجة الإمتياز من خلال تصاميمي .
لو نتعرف عن مشروع صابرين فاشين لتعليم تصميم الأزياء للأطفال؟ مشروع مدرسة sabreen fashion schol هو من أهم المشاريع التي قمت بتأسيسها وهو حلم جديد بدأ في زمن الكورونا لأن هذا الزمن حقق تغيير جذري في رؤيتي ونظرتي للحياة .. مدرستنا هي مشروع بيئي إبداعي.. أن تفاقم الأزمة العالمية في التلوث البيئي يزيد من حدة الأحداث المناخية المتطرفة ويزيد من إنقراض أنواع عديدة من الحيوانات والنباتات ، حيث أنني أؤمن أننا نستطيع ولو بشكل بسيط أن نؤثر في مجال التلوث عن إيجاد حلول وتغيير السلوكيات اليومية .. مدرستنا قائمة على مثلث التصميم الأطفال البيئة، هذا لأننا نؤمن أن للأطفال القدرة على التغيير للحفاظ على البيئة وبناء مستقبل أفضل.
من يقف وراء نجاحك؟
الحلم والشغف والإصرار والعزيمة من خلال العمل على تطوير ذاتي .
ماذا تعني لك الموضة ؟
هي هوية كل شخص وهوية كل بلد، وهي ثقافة وفن وإبداع ليس له حدود.
ما هو مصدر إلهامك ؟
بهذه المرحلة رؤية مدرسة صابرين فاشون هي مصدر إلهامي.
ما هي التحديات التي تريدين تحقيقها ؟
أكبر تحدي كان عندي هو أن أجعل بنات بعمر 7سنوات تدخلن عالم التصميم ، وأن تشغلن ماكنة خياطة صناعية وأن تدمجن بين عالم التصميم والوعي بموضوع التلوث البيئي.. أنا أعتبر هذا التحدي الأكبر أن أطبق رؤية وفكر أؤمن به ، وتصل هذه الرؤية إلى العالمية.
هل يعتمد تصميم الأزياء على الخبرة أم على الدراسة؟ وماهي مواصفات المصمم الناجح ؟
بالنسبة لي يجب على المصمم أن يصقل موهبته بالدراسة التخصصية ، ومن بعدها الخبرة والممارسة .
حسب رأيي لا يكفي الإعتماد على الموهبة لأن الموهبة هي الخطوة الأولى ، ولكن الدراسة والخبرة والعمل على التطوير والإبداع والإستمرارية مع الحظ هي من تصنع مصمم ناجح.
من هو مثلك الأعلى؟
مصمم الأزياء اللبناني إيلي صعب ومصممة الأزياء الفرنسية العريقة كوكو شانيل بإعتبار أن كلاهما له حكاية ملهمة ويعتبران رمز للشغف وتحقيق الحلم.
ماهي طموحاتك ؟
أن يكون لنا هوية تجارية تعتمد على مبدأ الإستدامة، حيث من بعد مشاركتنا في معرض pure London جاءنا عرض للمشاركة. في أسبوع الموضة في لندن ، وإن شاء الله نستطيع أن نشارك .. كما نحن بصدد إنهاء منتج يعتمد على مبدأ الإستدامة ، وقريبا سوف نعرضه بالسوق ، حيث نعمل على تسويق تصاميم المصممات الصغيرات على الصعيد المحلي والدولي .
ما هي التصاميم المفضلة لديك؟
أحب الموضة المستدامة التي تعتمد على إعادة التدوير والأقمشة الصديقة للبيئة.
وبالنسبة لتصاميم فستان الزفاف ؟
أنا أحب الفساتين الكلاسيكية للعروس ( بدون أي صرعات ) التي تظل مناسبة لكل عروس في كل الأزمان .
هل تحرصين على متابعة صيحات الموضة ؟
طبعا المتابعة هو مهم وأساسي لكل مصمم من أجل الإبداع والإستمرارية ، وأخص بالذكر الموضة المستدامة .
ما الذي يجعل تصاميمك مختلفة وفريدة ؟
في هذا الإطار لن أتحدث عن تصاميمي بل عن فكر ورؤية المدرسة التي أسستها وتركت البصمة من خلال الرسالة التي تحملها هذه التصاميم .. أن تصاميم طالباتي والتي تحمل فكر ورؤيتي تجسد الإختلاف الفريد من نوعه ، بصمتي أن أجعل من الطفل مصمم مبدع مع فكر ورؤية خاصة به .
ما أكثر الأشياء التي تميز الازياء الفلسطينية ؟
أعتبر أن الزي الفلسطيني هو أحد أهم الفنون التراثية المتوارثة عبر الأجيال .. هو فن لا يزال حاضرا بقوة بين الفلسطينيين رغم إنتشار الملابس العصرية .. الهوية التراثية للزي الفلسطيني تعكس أنك فلسطيني من دون أن تبرز هويتك الشخصية ، إضافة إلى ما تحمله الأزياء من شواهد لعبق التاريخ .. وأنا أعتبر أن إعتراف اليونسكو بالتطربز الفلسطيني هو حفظ لهوية فلسطين.
ما هو هدف مدرسة صابرين فاشون ؟
القضية التي نتناولها كنوع من تحدي إنساني قادر أن يلهب الحماس بين أطفالنا الذين يستطيعون أن يروا الأثار المدمرة للتلوث البيئي على مستوى كوكب الأرض.. نعم نسعى بهذا العمل أن يصبح مصدر إلهام للجيل الذي سوف يحافظ على البيئة ويسعى لبناء مستقبل أفضل.
ما هي النصيحة التي تقدمينها ؟
بما أنه بعد البحث والدراسة يعتبر عالم تصميم الأزياء رقم إثنان من بعد النفط والبترول في التلوث البيئي، لذلك يتوجب علينا عندما نصمم وننتج أن نفكر بمستقبل كوكب الارض، وأن نعتمد الموضة المستدامة لأنها هي موضة المستقبل.