قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الجمعة إن طهران سعيدة لرؤية التقارب بين حليفتها سوريا وتركيا، التي دعمت المعارضة السياسية والمسلحة لدمشق على مدى العقد الماضي.
وقال أمير عبد اللهيان خلال زيارة للعاصمة اللبنانية بيروت “نحن سعداء بالحوار الجاري بين سوريا وتركيا، ونعتقد أنه سينعكس إيجابيا على البلدين”.
وكان عبداللهيان أكد إستمرار دعم بلاده القوي للشعب والحكومة والجيش والمقاومة في لبنان.
وقال في تصريح للصحفيين لدى وصوله إلى مطار بيروت ليلة الخميس: “تأتي زيارتي الحالية للبنان الشقيق في سياق دعوة رسمية موجهة من زميلي وزير الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب المحترم، من أجل إجراء محادثات والتشاور وتبادل وجهات النظر في مختلف التطورات سواء التطورات المحلية والاقليمية والدولية.. وضمن التطورات والمناقشات بشأن ما يجرى في فلسطين المحتلة”، حسبما ذكرت اليوم الجمعة وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).
وأضاف : “أود أن اؤكد في هذا الإطار أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى راسخة في موقفها الداعم والمؤازر والمحتضن للجمهورية اللبنانية الشقيقة وشعبها وجيشها ومقاومتها”.
وتابع “نحن ندعو في هذا الإطار جميع القوى والفرقاء والتيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة إلى أن تمضي قدما من خلال الحوار الرئيسي بينها، لتصل إلى مرحلة تتمكن من خلالها من إنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، واستكمال العملية السياسية لما يخدم المصالح الوطنية لهذا البلد”.
وتابع: “نحن على ثقة تامة بأن القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة في هذا البلد الشقيق لديها من الاستقلالية والحكمة والحنكة التي تؤهلها أن تحل أمورها بنفسها بعيدا عن أي تدخل أو إملاء خارجي مفروض عليها”.
وقد فشل مجلس النواب اللبناني، في إنتخاب رئيس جديد للبلاد، وذلك للمرة العاشرة ، بسبب تعذر حصول أي مرشح على ثلثي أصوات النواب.
يذكر أن ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون انتهت في 31 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ودخل لبنان في مرحلة شغور رئاسي.
كما أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الجمعة من بيروت عن أمل بلاده في تطبيع العلاقات مع السعودية بما يشمل إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرياض.
ورحّب عبداللهيان باللقاءات بين مسؤولين سوريين وأتراك بعد 11 عاماً من القطيعة بين الدولتين الجارتين.. وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب “نحن نرحب بعودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وصولاً إلى إفتتاح المكاتب التمثيلية او السفارات في طهران والرياض في إطار الحوار الذي ينبغي أن يستمر بين البلدين”.
وكانت الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران مطلع العام 2016، في أعقاب تعرض بعثات ديبلوماسية عائدة لها، لاعتداء من محتجين تنديداً بإعدامها رجل دين شيعي معارض.
واعتباراً من نيسان/أبريل 2021، بدأ الخصمان الإقليميان حواراً في بغداد سعياً لتحسين العلاقات.. لكن الحوار دخل في حال من المراوحة في الأشهر الماضية، وأجريت آخر جولة معلنة منه في نيسان/أبريل 2022.
وفي أول تحرك إيجابي مؤخراً، إلتقى عبداللهيان الشهر الماضي نظيره السعودي فيصل بن فرحان على هامش قمة إقليمية عقدت في الأردن.
وحول اللقاء الأخير بنظيره السعودي، قال عبد اللهيان “كان هناك إتفاق في وجهات النظر على إستمرار الحوار السعودي-الايراني بالشكل الذي يمكن أن يؤدي بنهاية المطاف لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين”.
وبحث الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله مع وزير خارجية الإيراني آخر التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين والمنطقة.
وقد إستقبل حسن نصر الله الوزير عبد اللهيان والوفد المرافق له، اليوم الجمعة، بحضور السفير الايراني في بيروت السيد مجتبى أماني، بحسب بيان صادر عن العلاقات الإعلامية التابعة لحزب الله.
وجرى خلال اللقاء “ إستعراض آخر التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين والمنطقة وبالخصوص الاحتمالات والتهديدات الناشئة عن تشكيل حكومة الفاسدين والمتطرفين في كيان العدو وموقعية حركات المقاومة وكل محور المقاومة في مواجهة المستجدات والأحداث الإقليمية والدولية”.
من جهة أخرى إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، اليوم الجمعة، عبد اللهيان والوفد المرافق بحضور السفير الإيراني وعضو هيئة الرئاسة في حركة أمل، خليل حمدان، بحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي للرئيس بري، وتناول اللقاء بين بري والوزير الإيراني “الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين”.
وكان الوزير عبد اللهيان قد وصل يوم الخميس إلى بيروت في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين.