نشرت صحيفة الاندبندنت عبر موقعها الإلكتروني مقال رأي للكاتب أندر بانكوم يطالب فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعتذار فوري عن الوثائق السرية التي عُثر عليها وتعود إلى فترة توليه منصب نائب الرئيس.
وقال الكاتب إنه ينبغي لبايدن إستدعاء الصحفيين في واشنطن إلى الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض ليقول إنه آسف..“يجب أن يوضح أنه لا يعرف كيف اكتشفت وثائق سرية في مكتب إستخدمه ذات مرة بعد تركه منصب نائب الرئيس.. ولكن الآن، فإن المسؤولية كلها عليه بحكم منصبه الحالي”.
وأشار إلى أنه يجب على بايدن بعد ذلك أن يصمت بشأن هذه المسألة، على الأقل حتى إكتمال التحقيق الذي أمر به المدعي العام ميريك غارلاند.
وقال الكاتب إن بايدن يجب ألا يفعل ما قام به في مكسيكو سيتي عندما تحدث عن موضوع الوثائق وأعرب عن مدى دهشته، لكن عليه أن يأخذ الأمر على محمل الجد..“ولا يجب عليه أن يقول إنه لا يعرف ما هي محتويات الوثائق، التي وجدت في مكتبه وتعود للفترة التي كان يتولّى فيها منصب نائب الرئيس”.
“وسيعتقد الكثيرون أن تصرف بايدن بهذا الشكل سيكون عملا جنونيا. لأنه يمنح قبلة الحياة لقصة يتم الترويج لها بالفعل من جانب الجمهوريين، بإعتبارها دليلا على نفاق الحزب الديمقراطي، بدلا من أن يعمل الرئيس على وقفها”.
وتساءل الكاتب: “لماذا يسمح بايدن بمقارنة بين ما حدث معه من العثور على 10 وثائق سرية فقط في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في مركز أبحاث كان يستخدمه، وبين ما حدث مع الرئيس السابق دونالد ترامب، والعثور في منزله على أكثر من 300 وثيقة، بعضها يوصفه بأنه سري للغاية، العام الماضي”.
وأوضح الكاتب أن أي مراقب محايد لن ينظر للأمور بالطريقة ذاتها، سواء بسبب عدد الوثائق أو الطريقة التي أعيدت بها إلى الأرشيف الوطني، حيث أعاد محامو بايدن الوثائق على الفور، بينما لم يعد ترامب الوثائق وداهم مكتب التحقيقات الفيدرالي منزله بعد رفضه التعاون معهم.
ومع ذلك، فإن بايدن والديمقراطيين يرتكبون خطأ إذا إعتقدوا أنه سيتم النظر إليهم والحكم عليهم بشكل محايد.
فمنذ اللحظة التي أوردت فيها شبكة سي بي إس نيوز، خبر العثور على “وثائق بايدن”، كان الجمهوريون يصرخون ويطالبون بإجابات، بحسب المقال، الذي أشار إلى أن وسائل الإعلام المحافظة، المحسوبة على الجمهوريين، إمتلأت باتهامات وإدعاء النفاق وإزدواجية المعايير.
وقالت مارجوري تايلور غرين، النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا: “نحن بحاجة للتحقيق مع آل بايدن بلا توقف. لقد كنت صريحة للغاية بشأن عزل جو بايدن ونأمل أن نتمكن من تحقيق ذلك في هذا الكونغرس”، بحسب ما نقله الكاتب.
كما علق ترامب على وسائل التواصل الإجتماعي: “متى سيقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة العديد من منازل جو بايدن، وربما حتى البيت الأبيض”.
وفي مجلس النواب، الذي يرأسه الآن القيادي الجمهوري كيفين مكارثي، وعد الجمهوريون بالتحقيق من خلال إحدى لجانهم.
وقال رئيس الرقابة في مجلس النواب جيمس كومر: “لقد إنتقد الرئيس بايدن بشدة نقل الرئيس ترامب عن طريق الخطأ وثائق سرية إلى مقر إقامته أو في أي مكان، ويبدو الآن أنه فعل الشيء نفسه”.. “يا للسخرية.”
وأكد الكاتب أن الوقت الحالي عصيب سياسيا، حيث تشوه القصص الإخبارية وتحرف بسهولة، من كلا الجانبين.
لذلك يمكن لبايدن مساعدة نفسه، ومحاولة المضي قدما في القصة، من خلال عقد ذلك المؤتمر الصحفي وتأكيد أنه يشعر بالأسف لما حدث والسعي لوضع حد لهذا الأمر.. سيكون ذلك ذكيا وتكتيكيا وحكيمًا، بحسب الكاتب.