قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن إستعمال اللغة الفرنسية تراجع في دول المغرب العربي مقارنة بوضعها قبل 20 أو 30 عاما، مشددا على ضرورة إستعادة مكانتها.
جاء ذلك خلال لقاء بين ماكرون والسفراء الشباب للفرنكوفونية في جزيرة جربة جنوب شرقي تونس مساء السبت على هامش الدورة الثامنة عشرة للقمة الفرنكوفونية، وفق مقطع مصور بثته الرئاسة الفرنسية.
وردا على سؤال أجاب ماكرون بأن “اللغة الفرنسية تمتد ديمغرافيا في بعض البلدان الفرنكوفونية، ولكن يجب أن نكون واضحين أن هناك تراجعا حقيقيا للغة الفرنسية في دول المغرب العربي”.
وشدد على أن الفرنسية شهدت تراجعا في إستخدامها لدى الشعوب المغاربية على عكس ما كان عليه الوضع قبل 20 أو 30 عاما.
وقد إعتبر ماكرون أن هناك أسبابا سياسية لهذا التراجع ووجود رغبة في إستعمال لغات أخرى، وكذلك “وجود لغة إنجليزية سهلة الإستعمال”.
وأضاف أن “التحدي الحقيقي أمام الفرنكوفونية هو تعزيز إستخدام اللغة الفرنسية خصوصا في قارة أفريقيا، حيث تُستخدم على نطاق واسع”.
وتابع: يجب أن يكون هناك برنامج “إسترداد لمكانة اللغة الفرنسية”، وإقترح تعزيز برامج التعليم والثقافة والرياضة وشبكة تعليم الفرنسية في العالم.
ووفق بيانات المنظمة الدولية للفرنكوفونية، فإن عدد المتحدثين بالفرنسية يناهز 321 مليون شخص في العالم ، ما يجعلها في المرتبة الخامسة بين اللغات الأكثر إنتشارا.
وتُعقد القمة الراهنة للفرنكوفونية تحت شعار “التواصل في إطار التنوع: التكنولوجيا الرقمية كرافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكوفوني”.
وأختتمت فعالياتها يوم الأحد بمشاركة 89 دولة يمثلها 31 رئيس دولة وحكومة و5 نواب رؤساء وزراء وعدد من وزراء الخارجية والوزراء المكلفين بالفرنكوفونية ، إضافة إلى سفراء وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة الفرنكوفونية لويز ميشيكيوابو، الأحد، إن تونس لم تخيّب الظن في تنظيم الدورة الحالية للقمة.
وإختتمت، الأحد، على مدى يومين، أعمال الدورة الـ18 للقمة الفرنكوفونية في جزيرة جربة التونسية .
وقالت ميشيكيوابو في مؤتمر صحفي عقب إنتهاء القمة، إن “تونس لم تخيب ظن المشرفين على هذه التظاهرة خاصة مع الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد فكانت القمة ناجحة جدا”.
وفي السياق، جدد الأعضاء الثقة في لويز ميشيكيوابو للمواصلة في منصب الأمينة العامة للمنظمة خلال الـ4 سنوات القادمة.
وأضافت ميشيكيوابو: “تم الإعتماد على شكل جديد لتنظيم القمة يرتكز على العمل في شكل مجموعات”.
وأردفت: “ إنتقلنا من إجتماعات كلاسيكية إلى إجتماعات غير رسمية تعتمد على التفاعل لكي يحصل نقاش حقيقي وهو ما أعطانا نتائج جيدة جدا”.. وتابعت: “ستستضيف فرنسا الدورة المقبلة من القمة الفرنكوفونية عام 2024”.
وقمة الفرنكوفونية الـ18 كان من المقرر عقدها بتونس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، لكن تقرر تأجيلها لمدة عام “من أجل السماح لتونس بأن تكون قادرة على تنظيم هذا اللقاء المهم في أفضل الظروف” وفق بيانين صدرا آنذاك عن المنظمة الدولية للفرنكوفونية والخارجية التونسية.
ومنذ عام 1986، تجتمع قمة الفرنكوفونية كل عامين على مستوى رؤساء الدول والحكومات الناطقة باللغة الفرنسية والمنضوية في المنظمة.
وتحتضن باريس مقر المنظمة التي تضم 88 دولة وتتمثل مهامها الرئيسية في تعزيز اللغة الفرنسية والتنوع الثقافي واللغوي والسلام والديموقراطية وحقوق الإنسان ودعم التعليم.