أكد مسؤول لبناني، أن الرئيس ميشال عون والرئيس السوري بشار الأسد، بحثا في اتصال هاتفي، أمس السبت، ترسيم الحدود البحرية المشتركة بين بلديهما، في وقت لا يزال شبح الانسداد السياسي يخيم على لبنان قبل ثمانية أيام من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، في حين بدا أن مساعي تأليف حكومة تواكب مرحلة الشغور الرئاسي الزاحف إلى القصر الجمهوري قد تراجعت، وإن رجحت مصادر مواكبة لمسار التشكيل أن الحكومة ستولد ولو في ربع الساعة الأخير من العهد، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، مشيرة إلى مساعٍ مهمة تلعب دوراً في تقريب وجهات النظر وردم العراقيل، وصولاً إلى توافق يرتكز على تقديم تنازلات من كل الأطراف، بالتزامن مع استمرار حركة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي يشتغل منذ أيام على خط المعنيين بملف التأليف
وقال المسؤول اللبناني بعد محادثات، أمس السبت، إن عون أبلغ الأسد أن لبنان حريص على «بدء مفاوضات مع سوريا لترسيم حدودها البحرية الشمالية»
وذكرت إذاعة «شام إف إم» السورية أن تفاصيل الترسيم لم تناقش بعد وأن الأسد اقترح إجراء محادثات مباشرة عبر وزارتي خارجية البلدين. وكان الزعيمان ناقشا ترسيم الحدود العام الماضي. وبعد اتصاله بالرئيس الأسد ، كلف عون ، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ، التوجه إلى دمشق الأسبوع الحالي مع وفد يضم الوزيرين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب و علي حمية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم، ومسؤولين آخرين لفتح النقاش في موضوع ترسيم الحدود البحرية مع سوريا . وذكرت مصادر لبنانية أن لبنان سيستقبل أيضاً وفداً قبرصياً لمناقشة ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين
من جهة أخرى، يشير واقع الحال، إلى أن اللبنانيين لا ينتظرون من الحكومة الجديدة، إذا تشكلت، أي إجراءات كبيرة كانت أم صغيرة، لأنهم يعلمون أن الفترة الحالية ستكون مضيعة للوقت ريثما يتم الاتفاق على ملف رئاسة الجمهورية، فيبدأ عهد جديد ومعه حكومة جديدة، وعندها، يعود اللبنانيون إلى الاهتمام بالملفات التي قد تجد طريقها نحو الحلحلة في حال كان العهد المقبل على قدر التطلّعات
وفي السياق، شدد وزير الإعلام اللبناني في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ، على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي و تأليف الحكومة في أقرب وقت، لأن البلد لا يحتمل الدخول في مرحلة جديدة من التصعيد السياسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون أواخر الشهر الحالي
وأشار المكاري، إلى أن رئيس تيار المرده سليمان فرنجية لم يعلن ترشحه حتى الآن لئلا يكون هذا الإعلان سبباً بمزيد من التجاذب، وبخاصة أن فرنجية منفتح على الجميع وتوافقي بامتياز، وفي الوقت عينه لديه خط وطني واضح، إضافة إلى أن الجميع يعرفون أنه ليس وصولياً، وبالتالي لا يقبل بالخضوع لأي ابتزاز أو مساومات من أجل الكرسي
وعلى الخط الرئاسي اللبناني خارجياً، وجه خمسة أعضاء في الكونغرس الأمريكي من لجنة الصداقة اللبنانية – الأمريكية رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، حضوه فيها على أن يبذل والدبلوماسية الأمريكية كل الجهود اللازمة لمواكبة إتمام استحقاق انتخاب رئيس جمهورية للبنان في موعده الدستوري، رئيس يحقق استقرار واستقلال وسيادة لبنان ويمنع تحوله إلى دولة فاشلة