إنتخب البرلمان العراقي، اليوم الخميس، عبد اللطيف جمال رشيد، رئيسا للبلاد، بأغلبية 162 صوتا، في الجولة الثانية للتصويت على منصب رئيس الجمهورية.
وقد أدى الرئيس الجديد اليمين الدستورية أمام البرلمان، ليتولى مهام منصبه لفترة رئاسية مدتها أربع سنوات، بحسب بيان للدائرة الإعلامية للبرلمان.. وشارك في التصويت بالجولة الثانية 269 نائبا، من إجمالي عدد النواب البالغ 329 نائبا.
وكلّف الرئيس العراقي المنتخب عبد اللطيف رشيد، اليوم الخميس، محمد شياع السوداني تشكيل حكومة جديدة في البلاد.
ويعد الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف جمال رشيد من أبرز القيادات الكردية حيث عمل في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومن ثم في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو من مواليد مدينة السليمانية عام 1944، ومتزوج ولديه 3 أبناء.
وشغل رشيد مناصب دولية عديدة في مشاريع تابعة لمنظمة الغذاء الدولية في عدد من الدول، كما شغل منصب وزير الموارد المائية في الحكومة العراقية للفترة من 2010-2003 ثم شغل منصب مستشارا للرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.
ورشيد هو سادس رئيس لجمهورية العراق في مرحلة ما بعد الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين عام 2003.
ويعدّ المهندس عبد اللطيف رشيد البالغ من العمر 78 عاماً صاحب خبرة واسعة في بغداد، فالمهندس الهيدروليكي المنادي بالقضايا البيئية، عليه أن يواجه مشهداً سياسياً صعباً في بلد شديد الإنقسام.
يملك هذا السياسي الكردي الحائز على شهادته من بريطانيا، خبرة سياسيةً طويلةً في الحكومة الاتحادية في بغداد. فقد كان الرئيس العراقي الجديد، عضوا في الحكومة العراقية الأولى التي شكلت بعد الاطاحة بصدام حسين في العام 2003 إثر الغزو الأميركي.
ويخلف لطيف رشيد، كما يسميه العراقيون، في رئاسة الجمهورية برهم صالح. وكلا الرجلين من الخلفية السياسية نفسها، حزب الإتحاد الوطني الكردستاني، واحد من أبرز الأحزاب الكردية، والذي رافق رشيد مراحل تأسيسه وكان ممثلاً له في لندن في تسعينات القرن الماضي.
وكان الرئيس العراقي الجديد، مقربا من الرئيس الراحل جلال طالباني مؤسس حزب الإتحاد الوطني الكردستاني، وعمل مستشاراً رئاسيا بعيداً عن الأضواء منذ العام 2010.
يحظى الرجل الذي ظهر ترشيحه إلى الواجهة مجدداً في اللحظة الأخيرة، بقبول المعسكر الموالي لإيران، من دون أن يكون محطّ حماسة للحزبين الكرديين التقليديين اللذين قدّم كل منهما مرشحه.
ولد رشيد في 10 آب/أغسطس 1944 في السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق.
وأكمل دراسته في جامعة ليفربول وبعدها مانشستر، وحصل عام 1976 على شهادة الدكتوراه في الهندسة الهيدروليكية.
ويتحدث رشيد السبعيني اللغات الكردية والعربية والإنكليزية ، وعرف بأسلوبه السياسي التكنوقراطي .
تشير السيرة الذاتية للرئيس العراقي المنشورة على موقعه على الانترنت والمؤلفة من تسع صفحات ، إلى أنه كان مستشاراً وخبيراً مستقلاً لمؤسسات دولية وشارك في العديد من مشاريع الري والتنمية الزراعية.
وتولى بين عامي 2003 و2010، منصب وزير الموارد المائية وشارك في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
ويُضفي رشيد خبرة مهنية مهمة لمنصب الرئاسة في بلد يعاني من مخاطر الجفاف ويعدّ واحداً من أكثر خمسة دول عرضةً لتأثيرات التغير المناخي.
يبقى معرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سيحافظ على نهج سلفه النشط كرئيس للجمهورية، وهو منصب شرفي إلى حدّ كبير، في وقت لا تزال فيه الساحة السياسية منقسمة بين معسكرين شيعيين، أحدهما موال لإيران والآخر يقوده الزعيم الشيعي صاحب النفوذ مقتدى الصدر.