قال الجيش الإيراني في بيان اليوم الجمعة إنه “سيتصدى للأعداء” لضمان الأمن، وذلك في تحذير هو الأشد حتى الآن للمحتجين الغاضبين الذين خرجوا في أنحاء البلاد إثر وفاة شابة خلال إحتجازها لدى شرطة الأخلاق.
ونظم الإيرانيون مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد إحتجاجا على وفاة مهسا أميني (22 عاما) الأسبوع الماضي بعد إعتقالها لارتدائها “ملابس غير لائقة”، وقال الجيش في البيان إن “هذه الأعمال اليائسة جزء من إستراتيجية خبيثة للعدو هدفها إضعاف النظام الإسلامي”.. وأضاف أنه “سيتصدى لمؤامرات الأعداء المختلفة بهدف ضمان الأمن والسلام لأولئك الذين يتعرضون للإعتداء ظلما”.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه من المقرر خروج مزيد من المظاهرات إضافة إلى مسيرات داعمة للحكومة اليوم الجمعة.
ووصفت وسائل إعلام إيرانية المسيرات الموالية للحكومة التي ستبدأ بعد صلاة الجمعة بأنها “زئير حماسة الشعب ضد مثيري الشغب”.
ويخشى رجال الدين من عودة الإضطرابات التي شهدتها البلاد عام 2019 إحتجاجا على إرتفاع أسعار البنزين، والتي كانت الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية .
وفي أحدث الإضطرابات، أضرم محتجون في طهران ومدن أخرى النيران في مراكز شرطة ومركبات تابعة لها، وسط غياب أي مؤشرات على تراجع حدة الغضب بشأن وفاة أميني، فيما تشير أنباء إلى تعرض قوات الأمن للهجوم.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية بإعتقال 280 من مثيري الشغب يوم الخميس.
وأثارت وفاة أميني الغضب بشأن قضايا من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية في إيران، بما في ذلك إلزام النساء بارتداء الحجاب، فضلا عن الإقتصاد الذي يترنح تحت تأثير العقوبات.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن “أفعال الفوضى” غير مقبولة في تحذير واضح للمحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع تعبيرا عن غضبهم بعد وفاة شابة كانت شرطة الأخلاق تحتجزها.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أنه أمر بالتحقيق في قضية مهسا أميني (22 عاما) التي توفيت في الأسبوع الماضي بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب إرتدائها “ملابس غير لائقة”.
وقال رئيسي، الذي يواجه أكبر إحتجاجات في البلاد منذ 2019، “هناك حرية تعبير في إيران.. لكن الفوضى غير مقبولة”.
ولعبت النساء دورا بارزا في الإحتجاجات، إذ يقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن وحرقها، وقامت بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة.
ودعا الحرس الثوري الإيراني السلطة القضائية في البلاد يوم الخميس إلى محاكمة “الذين ينشرون أخبارا كاذبة وشائعات” في محاولة للسيطرة على الإحتجاجات في أنحاء البلاد ..كما عبر الحرس الثوري في بيان عن تعاطفه مع أسرة أميني وذويها.
وكان التحذير مؤشرا واضحا على أن قوات النخبة مستعدة لتصعيد حملة القمع على المظاهرات.
وأضرم محتجون في طهران وعدة مدن إيرانية النار في مركزين ومركبات للشرطة في وقت سابق يوم الخميس مع تواصل الإضطرابات لليوم السادس، ووردت أنباء عن تعرض قوات الأمن لهجمات.
وذكرت مواقع إخبارية إيرانية أن وزارة المخابرات الإيرانية حاولت تخفيف زخم الاحتجاجات، وقالت إن المشاركة بها غير قانونية وإن كل من يشارك سيكون عرضة للمحاكمة.
وقال رئيسي إن حجم التغطية لقضية أميني جاء نتيجة “ازدواج المعايير”.. وأضاف “كل يوم في بلدان مختلفة منها الولايات المتحدة نرى رجالا ونساء يموتون في مواجهات مع الشرطة، لكن لا نرى حساسية بخصوص السبب والتعامل مع هذا العنف”.
وقد أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن من المقرر أن تخرج مظاهرات مؤيدة للحكومة يوم الجمعة، وخرج البعض في مسيرات بالفعل في الشوارع.