بعد مرور سنة على رحيلها، تتكرّس ذكرى الصحفية والباحثة ريما شرّي عبر تأسيس جائزة جديدة تحمل اسمها في جامعة إسيكس البريطانية. يأتي هذا التكريم تقديرًا لشجاعة وإرث ريما، والتي عملت كصحفية في رويترز وكمنتجة فيديو لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وجابت العالم لتسليط الضوء على معاناة وقضايا الأطفال المهمّشين.
توفيت ريما، طالبة الدكتوراه الملهمة، في العام الماضي عن عمر يناهز 34 عامًا – لكن إرثها المهني سيستمر في جامعة إسيكس. سيتم تقديم جائزة “ريما شرّي لرعاية اللاجئين”، بقيمة ألف جنيه إسترليني، سنويًا، لأفضل أطروحة ماجستير في اختصاص رعاية اللاجئين.
خلال حياتها القصيرة والغنيّة في آن، كرّست ريما حياتها لتسليط الضوء على معاناة الأطفال اللاجئين، وأطلقت لاحقًا الجمعية الخيرية U-Turn Lives – التي تسعى إلى إحداث فرق هادف وطويل الأمد في حياة الأطفال المهمّشين حتى يتمكنوا، يومًا ما، من المساهمة في خلق تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.
كانت ريما تؤمن أن العالم بحاجة شديدة إلى بذل المزيد من الجهود لدعم الأطفال المهمّشين.
وقالت ذات مرة: “الأطفال لا يعرفون الأكاذيب ولا الحروب. لا يختارون أن يكونوا فقراء، ولا أن يناموا جائعين وأن يمشوا حفاة. لا يختارون أن يعملوا فيما يذهب الأطفال الآخرين إلى المدرسة. فهم، لو كان بإمكانهم الاختيار، لاختاروا أن يكونوا أطفالًا فحسب، أن يلعبوا ويحلموا ويتعلّموا”.
تقول ريان شري، شقيقة ريما: “الحب والنور هما ما نتذكره في ريما. كانت ريما عاشقة حقيقية. لقد أحبّت بعمق وشغف وقدّرت أبسط الأشياء في الحياة. من خلال نورها الساحر، كانت حياتها القصيرة غنيّة بالإنجازات التي نفخر بها جميعًا، وبالتالي سنستمر في عكس بعض من نورها لأولئك الذين يحتاجون إليه. سنحافظ على إرثها، وهذه الجائزة ليست سوى عهدًا متواضعًا منّا إليها. الحب والنور لكل الذين يتذكرون ريما”، حسب ليبانون ديبات”.
من الناحية الأكاديمية، كان بحث الدكتوراه الخاص بها مبني على تجربتها المهنية في مخيمات اللجوء حول العالم، وسعيًا هادفًا في سبيل القضية نفسها، حيث درست مسألة كيف يتخيّل الأطفال الذين يولدون وينشؤون في المخيمات العالم الخارجي.
بدأت ريما دراسة الدكتوراه سنة 2020 بجامعة إسيكس الريطانية، بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي الثلاثي السلبي في مرحلته الرابعة. وعلى الرغم من مرضها، حضرت ريما فصولها الدراسية أثناء خضوعها للعلاج الكيميائي وكتبت بعضًا من أفضل مقالاتها من المستشفى. يتذكرها أساتذتها باعتزاز، وتشيد المحاضرة الدكتورة زيبيا لوكثار بشغفها قائلة ”لا يمكننا إلّا أن نتذكر ريما كمدافعة مرنة ومبتكرة وواعية عن كلّ ما كانت تؤمن به”.
وتضيف ”لقد شاركت أفكارها العميقة وخبراتها بسخاء ودفء، وألهمت من حولها على العمل المدروس والفعلي لمواجهة الظلم الاجتماعي.”
تتمنّى عائلة ريما وأصدقاؤها على من يحصل على جائزة ريما السنوية بأن يحملوا معهم بلاغتها، وتعاطفها مع الأطفال المهمّشين، وإيمانها بأن الحياة، بالنهاية، ليست سوى رحلة تنتظر أن نجد فيها معنى.
توفيت ريما عن عمر يناهز 34 عامًا في 24 آب 2021، تاركةً والديها، أمال شومان وجميل شري، أشقاءها وسام وعبد ومحمد وحسين، وشقيقتيها رولا وريان.