أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الثلاثاء، عن تطلع بلاده للعمل مع الجزائر لضمان نجاح القمة العربية المقبلة في تعزيز العمل العربي المشترك للتصدي للتحديات الضخمة التي تواجه الأمة، وذلك بهدف إستعادة مكانتها ووحدتها، وبما يدعم مفهوم الدولة الوطنية والحفاظ على مقدرات الشعوب العربية.
جاء ذلك خلال إستقبال السيسي رمطان لعمامرة، وزير خارجية الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وفق ما ذكره المتحدث باسم الرئاسة المصرية .
وصرح المتحدث، في بيان عبر حسابه بموقع “فيسبوك”، بأن وزير خارجية الجزائر سلم الرئيس المصري رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تضمنت دعوة السيسي للمشاركة في القمة العربية المقبلة بالجزائر مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، فضلاً عن التأكيد على حرص الجزائر على تعزيز أطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة والانطلاق بها إلى آفاق أرحب إتساقاً مع عمق أواصر الأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
ورحب الرئيس المصري بالدعوة، مؤكدا إعتزاز مصر بما يربطها بالجزائر وشعبها العظيم من علاقات تاريخية وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، والاهتمام بتعزيز مجالات التعاون الثنائي المشترك بين البلدين خلال الفترة المقبلة في كافة المجالات.
وأوضح المتحدث أن اللقاء تناول التباحث بشأن آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث تم تأكيد الرغبة المشتركة لتعزيز أطر التعاون في شتي المجالات وتعظيم قنوات التواصل الفعال بين البلدين حكومياً وشعبياً.
كما تطرق اللقاء إلى تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك على المستوى العربي، لاسيما مستجدات الأوضاع في كلٍ من سوريا وليبيا والعراق، حيث تم التوافق حول أهمية تكثيف التنسيق المتبادل للعمل على إستعادة الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي.
من جهتها أعلنت جامعة الدول العربية، الثلاثاء، أنه تم الاتفاق بشكل نهائي على عقد قمتها المقبلة في الجزائر مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، مؤكدة أنه لا صحة لتأجيلها أو نقل مكانها.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة في ختام إجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورته الـ158، وفق وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
وقال أبو الغيط إنه “تم الاتفاق بشكل نهائي، خلال إجتماع وزراء الخارجية العرب الثلاثاء، على عقد القمة العربية المقبلة في الجزائر في 1 و2 نوفمبر المقبل”.
ويتزامن تاريخ القمة مع الذكرى الثامنة والستين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي عام 1954.
وأكد أبو الغيط أنه “لا صحة للحديث عن إحتمالات لتأجيل القمة أو نقلها”، مشيرا إلى أن آخر قمة عربية عقدت في 2019، أي مضى أكثر من 3 سنوات على عقدها.
وقد تأجلت القمة العربية عامي 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا.
وأضاف أبو الغيط أن “هناك موضوعا كان يحلق في الأفق طوال الوقت وهو مسألة عودة سوريا لشغل مقعدها، ولكن الجانب السوري نقلا عن الإعلام الجزائري قال إن دمشق تستبعد نفسها من شغل المقعد في هذه الدورة”.
والأحد، أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن سوريا تفضل عدم طرح عودتها إلى الجامعة خلال قمة الجزائر.
ووضعت هذه الخطوة حدا لجدل إستمر عدة أشهر بشأن إمكانية طرح عودة دمشق، الذي تدعمه الجزائر، ضمن أجندة القمة المرتقبة.