رابطة الكتّاب الأردنيّين تقدّم للكاتب سعيد نفّاع (الأسير السياسي المحرّر) درعًا تقديريّة، وذلك على هامش معرض عمّان الدولي للكتاب، والذي مُنع نفّاع من دخول الأردن للمشاركة فيه. تمّ تقديم الدرع في أمسية إشهار كتاب “الكتابة على ضوء شمعة – طقوس الكتابة خلف القضبان”، والذي ساهم فيه نفّاع بمداخلة مطوّلة حملت العنوان: “طقوس الكتابة خلف الأسلاك والجدران حين يقوى الخيال على الواقع”. ستنشر المداخلة لاحقًا ومنها الآن فقرتان:
جاء فيها: “الأسير ليس فقط مناضلا ورمزا للتضحيّة بثاني أغلى قيمة لدى الإنسان بعد الحياة، الحرّية. الأسير صاحب القضيّة شعلةٌ من الإنسانيّة لا تنطفئ حين يتمنطق البندقيّة ولا في ظلمات أعتى الزنازين… هؤلاء البشر الذين حملوا، كما كلّ أسرى الحريّة في شتّى البقاع، أغلى قيمة يملكها الإنسان: الروح، على الأكفّ دفاعا عن شعبهم في وجه تتار اليوم، كلّ بطريقته، وفقط بمحض الصدف ظلّت لهم هذه القيمة، مستبدلةً نفسَها بالقيمة الثانية مكانةً؛ حريّتُهم. اولئك الآلاف المنسيّون من غالبيّتنا، يسجلّون يوميّا على أسمائهم عشرات “براءات الاختراع والاكتشاف” وفي شتّى أوجه الحياة، وسلاحُهم في غالب الأحيان بطون خاوية وإرادات عالية.”
وأيضًا جاء: “الكلمة في الأسر، المقروءة والمكتوبة، تحلّق بصاحبها فوق الأسلاك والجدران.. الكلمة هذه تحلّق بالأسير في فضاء من الخيال الواقعيّ فوق كلّ واقع خياليّ. حين يقرأ الأسير، ونادرًا أن تجد أسيرًا لا يقرأ حتّى لو كان دخل الأسر أمّيًا فسيجد نفسه والحرفَ بعد مدّة “أعزّ صحبة”، حين يقرأ يحلّق مع الحريّة عاليًا فوق الخيال وهذا المعنى الأهمّ الكامن في القراءة ووراءها. وحين يكتب الأسير فللكتابة طقوس أبعد من الخيال وتحليقها أعلى، يتّحِد فيها وبها الكاتب بالحريّة كما المؤمن الذي يتّحد بمعبوده في الصلاة الصادقة.”