خلدون مشرف / سوريا
في لجج الأحزان وقاع الآلام تنهمر علينا أضواء المدينة الرافلة بين هضاب الغربية الغاربة أوشحة سوداء وبين تلال الشرقية المتشحة مناديلا” حمراء، طعنات موسى تحفر أخاديد الحقد في براءة ألوان الحياة، تفصد اللحوم وتهشم العظام، مدينة القمر تنزف دموعها الحارقة فوق أجساد القادمين إلى الأرض البتول، بر الأولين مسقاة المطر إلى العلياء؟
كيف جهر القمر الدامي في لحظات قماطه العابر، وهو يسبح بين مزن السماء
المشبعة بندى الأحلام الضائعة، بكل جوارحه وخلجاته المتقدة أوجاعا”لا تذوي ولاتموت.
سقطت كل الجمرات فوق ازقتها المتسخة بأسمال الغربان ونعال الرذل؟
الواطئة تحت خيوط الشمس ونهم خانقيها، من ارتال القتل الحرام…
قناديل تلتمع من بعيد، حاملوه ذرية قل نظيرها في الإقدام والمروءة والفدى، تعالت أصواتهم نحو قمرهم الباكي، زغردت بستان، فأردفت أم محفوظ تحدو نحو الحياة، مطوقة” أبنائها بزنار من نور ونار….
ضحك القمر وغنى، وملء الدنيا بهاء” وضياء…….. ولم يزل يهطل حبا” وحكايا الساهرين الجدد……