نقلت صحيفة “هآرتس” آخر رواية للإحتلال بشأن إغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة الأربعاء الماضي في مخيم جنين، بينما جددت السلطة رفضها مشاركة إسرائيل بأي تحقيق في هذا الشأن وسط وقفات تضامنية ودعوات لإجراء تحقيق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن جنديا إسرائيليا أطلق النار على بُعد نحو 190 مترا من مكان وجود مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين، وقد يكون أصابها.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الجندي المتهم باغتيال شيرين قال في إستجوابه إنه لم يرها، ولا يعرف أنه أطلق النار عليها؛ مشيرة إلى أن الجندي كان يجلس في سيارة جيب، متسلحا ببندقية مزودة بعدسة تلسكوبية.
وقال الخبير والمحلل العسكري واصف عريقات إن الرواية الإسرائيلية الجديدة التي أوردتها صحيفة هآرتس، تهدف لتبرئة الجندي الإسرائيلي الذي أطلق الرصاص على شيرين أبو عاقلة.
يشار إلى أن الإحتلال سرد أكثر من رواية، على مدى الأيام الماضية، حيث بدأها بإتهام مقاومين فلسطينيين، قبل أن يعلن أنه لا يمكن تحديد مصدر النيران، وآخرها ما ورد بصحيفة هآرتس.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن السلطة الفلسطينية رفضت التحقيق المشترك مع سلطات الاحتلال، وأضاف -في كلمة له في بيت العزاء الذي فتحته الجزيرة في رام الله- أن التحقيق سيكون فلسطينيا ولن يسلم أي من الأدلة لقوات الإحتلال.
وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني، أن شيرين أبو عاقلة كانت نموذجا للمرأة الفلسطينية التي أدت مهمتها بمهنية عالية.
وقد جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقديم التعازي في فقد شيرين أبو عاقلة؛ وقال إنه يقدر العمل الصحفي الذي قامت به في حياتها.. كما أكد بلينكن أن واشنطن تدعم التحقيق في مقتلها، وأعلن أنه قد تحدث مباشرة مع شقيقها.
من جانبها، قالت عضو مجلس النواب الأميركي ماري نيومان -في مقابلة سابقة مع الجزيرة- إنه يجب العمل من أجل التوصل إلى الحقيقة في مقتل شيرين أبو عاقلة، وأكدت أنها ستطالب الإدارة الأميركية بالضغط لفتح تحقيق في أسرع وقت.
من جانبه، قال السيناتور جيلبير روجيه نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الفرنسي، إن على بلاده أن تفعل أكثر من مجرد إدانة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، واعتبر روجيه في مقابلة مع الجزيرة، أن العدالة لا يمكن أن تتم إلا بتحقيق دولي مستقل.
وقد وصف النائب في البرلمان الأيرلندي ريتشارد بويد باريت -في مقابلة مع الجزيرة- اعتداء إسرائيل على جنازة الراحلة شيرين أبو عاقلة بالهمجي والصادم، ويكشف لشعوب العالم أنها دولة إرهابية مارقة.
وضمن الوقفات التضامنية، أقامت جريدة الحوار الجزائرية يوم أمس مجلسا تأبينيا للراحلة شيرين أبو عاقلة.
ووصف إعلاميون وناشطون سياسيون ومسؤولو منظمات الشهيدة شيرين أبو عاقلة، بالمناضلة التي آثرت الدفاع عن القضية الفلسطينية أكثر من أي شيء آخر.
ونظّم صحفيون من أعضاء إتحاد الصحفيين التلفزيونيين في مدينة تشيربون بإقليم جاوة الغربية الإندونيسية، وقفة إحتجاجية تأبينية عبّروا فيها عن حزنهم وغضبهم لإغتيال شيرين.
وأصدر كل من منتدى وإتحاد الصحفيين المسلمين الإندونيسيين بيان إستنكار لاغتيال الزميلة، حيث إعتبر قتل الصحفيين على يد الاحتلال الإسرائيلي جزءا من “سياسة منظمة”، وطالبوا بإيصال قضية الزميلة شيرين أبو عاقلة إلى المحاكم الدولية.
وشارك ناشطون من منظمات عربية وإسلامية ويهودية أميركية في مظاهرة حاشدة بمدينة شيكاغو تنديدا بإغتيال شيرين أبو عاقلة.
وقال المنظمون إن المظاهرة واحدة من مظاهرات عدة إنطلقت في نفس اليوم في أكثر من 20 مدينة أميركية منها كاليفورنيا وديترويت، تنديدا بجرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والمطالبة بتقديم قتلة مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة للعدالة.
وفي نيويورك، خرجت مظاهرة في بروكلين إحياءً للذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية نظمها ناشطون ومجموعات شبابية مناصرة لفلسطين.
وفي بداية المظاهرة، نظم الناشطون وقفة تضامنية تكريما لروح الزميلة شيرين أبو عاقلة، واستنكر المشاركون إغتيال شيرين ورددوا شعارات تطالب بالعدالة لها، وحمل المتظاهرون صور شيرين ودعوا إلى التوعية بما حدث لها.
وفي العاصمة الأميركية واشنطن، تجمع ناشطون ومتعاطفون مع القضية الفلسطينية أمام نصب أبراهام لينكولن التذكاري، إحياءً لذكرى يوم النكبة وتكريما لمراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وطالب الناشطون بتحقيق العدالة في جريمة إغتيالها ومحاسبة إسرائيل.