توعدت روسيا، الخميس، بإتخاذ “خطوات عسكرية تقنية” لحماية أمنها القومي، في حال إنضمت فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
الوعيد الروسي جاء ردا على إعلان هلسنكي رغبتها في الحصول على عضوية “الناتو”، وما تلاه من تصريحات مشجعة لها من طرف الحلف ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وقالت الخارجية الروسية في بيان، إن “الناتو، الذي يصر على إنضمام فنلندا إلى الحلف، يريد مواصلة التوسع إلى حدود روسيا لإنشاء جناح جديد للتهديد العسكري لموسكو”.
وفنلندا تشترك مع روسيا في حدود يبلغ طولها 1300 كيلومتر، وظلت بعيدة عن “الناتو” تفاديا لاستعداء جارتها الشرقية.
وتابعت الوزارة أن “تصريحات رئيس فنلندا ورئيسة وزرائها بشأن الانضمام إلى الناتو هي تغيير جذري في السياسة الخارجية للبلاد، وسترد موسكو وفقا للوضع”.
وقد إتهمت الخارجية الروسية دول “الناتو” بالضغط على هلسنكي لإقناعها بالانضمام إلى الحلف، وإعتبرت أن إنضمام فنلندا إلى “الناتو” سيشكل إنتهاكا لاتفاقية أبرمتها مع روسيا عام 1992، وينص أحد بنودها على إلتزام كل منهما بعدم السماح بإستخدام أراضيهما لشن عدوان عسكري على الدولة الأخرى.
وأضافت أن “روسيا ستضطر إلى إتخاذ خطوات ذات طبيعة عسكرية تقنية وغيرها (لم تحددها) للقضاء على التهديدات للأمن القومي بسبب إنضمام فنلندا إلى الناتو”.
وفي وقت سابق الخميس، قال رئيس فنلندا سولي نينيستو ورئيسة الحكومة سانا مارين، في بيان مشترك، إنه “يتعين على فنلندا التقدم بطلب للانضمام إلى الناتو دون تأخير”.
وأعربا عن أملهما “أن يتم إتخاذ الخطوات الوطنية التي لا تزال ضرورية لصدور هذا القرار بسرعة خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وتأتي هذه الخطوة في ظل إرتفاع دعم الفنلنديين لحصول بلادهم على عضوية “الناتو”، على خلفية هجوم روسيا العسكري المتواصل في جارتها أوكرانيا.
ومعلقا على قرار فنلندا، قال الأمين العام لـ”الناتو” ينس ستولتنبرغ، في تصريح صحفي، إن “هذا قرار سيادي يحترمه الناتو بشكل كامل”.. وأردف: “إذا قررت فنلندا تقديم طلب الانضمام، سيُرحب بها بحرارة.. العملية ستكون سلسة وسريعة”.
فيما إعتبر متحدث “البنتاغون” جون كيربي، في مقابلة مع شبكة “MSNBC” التلفزيونية، أنه لن يكون من الصعب إنضمام فنلندا إلى “الناتو”.
وأودى الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، بحياة آلاف الأشخاص وأثار مخاوف من إندلاع مواجهة مباشرة بين موسكو وواشنطن الداعمة لكييف.
وفي وقت سابق الخميس، حذر نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، من إحتمال إندلاع “حرب نووية شاملة ستكون كارثية على الجميع”.
وأرجع ميدفيديف في تصريح عبر “تليجرام”، ذلك إلى “ضخ دول الناتو أسلحة إلى أوكرانيا وتدريب القوات على إستخدام المعدات الغربية وإرسال المرتزقة وتدريبات دول الحلف قرب حدودنا”.