منذ حلقته الأولى، برز المسلسل السوري «كسر عضم» في مقدمة الأعمال الدرامية السورية الأكثر مشاهدة خلال السباق الرمضاني هذا العام، قبل أن ينتقل بشكل دراماتيكي إلى خانة الأعمال الأكثر إثارة للجدل، بل والاتهامات، عقب إعلان السيناريست السوري فؤاد حميرة، بأن المسلسل هو نسخة مشوّهة من نصّه «حياة مالحة»، الذي كان من المقرر تقديمه في عمل درامي مع الشركة المنتجة نفسها لـ«كسر عضم»، في عام 2011، ولكن توقف المشروع بسبب الحرب في سورية.
وأشار في مقطع فيديو بثه عبر صفحته على «فيس بوك» أنه لا يعرف إسم الشاب الذي كتب «كسر عضم»، لأنه لا يتابع الدراما السورية، ولكن منذ بداية عرض العمل تلقى تعليقات عن التشابه بينه وبين «حياة مالحة»، فبدأ يتابعه بناءً على هذه التعليقات.
كما حاول التواصل مع مخرجة المسلسل رشا شربتجي ولكنها لم ترد. وعاد حميرة ليصرح بأنه يفكر في إمكانية رفع دعوى في مصر، حيث يقيم حالياً، ضد الجهة الضالعة بسرقة نص مسلسل «حياة مالحة» وعرضه ضمن «كسر عضم».
تصريحات حميرة أثارت موجة من الجدل بين مرتادي مواقع التواصل الذين إنقسموا بين فئة تتعاطف معه، وأخرى تساءلت عن سبب صمته منذ بداية عرض المسلسل وحتى الحلقة الـ13 قبل أن يخرج ليعلن إتهاماته.
في المقابل، نشرت شركة كلاكيت، المنتجة لـ«كسر عضم»، بياناً عبر حساباتها على منصّات التواصل الاجتماعي، أكدت فيه أن الإتهامات والجدل المثار حول سيناريو العمل، هدفه التشويش والإساءة للقائمين عليه .. وأضافت: «بعد أن حصد (كسر عضم)، للكاتب علي معين صالح والمخرجة رشا شربتجي، جماهيرية كبيرة على مستوى الوطن العربي والعالم، وجد البعض في نجاح العمل سبيلاً للشهرة والظهور»، مضيفاً: «لأن وقت الشركة وزخم أعمالها لا يمكن إضاعتهما في موضوع لا هدف له سوى التشويش والإساءة، سيتم تخصيص 10 دقائق فقط، للرد على فؤاد حميرة وغيره».
من جهته، أوضح الكاتب علي معين صالح، عبر حسابه على «فيس بوك» أن المسلسل هو «خلاصة جهد إستمر لسنة وثلاثة أشهر، والبيّنة على من إدّعى»، مضيفاً: «رح نكون بإنتظار الرد المنهجي والقانوني من الناس المختصّين، وبعدها سيطوى الموضوع وسوء التفاهم هذا للأبد»
من جانبها، تجاهلت المخرجة رشا شربتجي هذا الجدل، معربة عبر حسابها على «فيس بوك»، عن سعادتها بالأصداء الإيجابية التي حققها المسلسل، وتفاعل الجمهور معه.. كما أشادت بالفنانين المشاركين في العمل وكاتبه، لافتة إلى أن الحلقات المقبلة ستحمل العديد من الأحداث والمفاجآت.
من الناحية الفنية، إستطاع العمل أن يلفت أنظار الجمهور منذ بداية عرضه، لاسيما أنه يتناول قضايا واقعية تمس الحياة اليومية في سورية بعد الحرب. كما حققت مشاهد منه نسب مشاهدة هي الأعلى في الدراما السورية هذا الموسم، مثل مشهد الفنانين فايز قزق ونادين خوري بعد إنتحار إبنهما (ريان) الذي أدّى دوره الفنان سامر إسماعيل، حيث كان المشهد درساً في الأداء التمثيلي الاحترافي، وتسبب في بكاء المشاهدين وتعاطفهم الكبير معه.
لم يسلم مسلسل «كسر عضم» من إنتقادات أخرى، من أبرزها تبرير التحرش عبر الحوار الذي دار بين الضابط «خالد القيش» وشقيقة الضحية «نادين تحسين بك»، وألقيا اللوم فيه على الفتاة التي تعرّضت للتحرش بسبب ملابسها. وأمام الرفض الواسع من الجمهور لهذه السقطة، أصدرت رشا شربتجي بيانا وضحت فيه أن الحوار لا يبرر التحرش، لكنه يدين الموقف الذكوري الذي أصبح سائداً في المجتمع، مضيفة: «المتحرش هو شخص (أزعر وطائش ومريض)، لا يهمه لباس الفتاة، سواء كان مثيراً أو محتشماً فلطالما سمعنا عن محجبات تعرّضن للتحرش أيضاً».