تقول “عملت بالقناة الأولى لعدة سنوات وعملت على نشر دعاية الكرملين .. أشعر بالخجل الشديد من هذا الآن “
حصلت الصحفية الروسية التي كانت حديث العالم بعد إقتحامها بثا تلفزيونيا إحتجاجا على غزو أوكرانيا على وظيفة، في شركة إعلامية ألمانية، بعد حوالي شهر من الواقعة الشهيرة.
وقد إقتحمت مارينا أوفسيانيكوفا، التي كانت تعمل محررة في القناة الأولى الروسية الحكومية استوديو البرنامج الإخباري “فريميا” الأكثر مشاهدة في روسيا وهي تلوح بلافتة كتب عليها “لا للحرب”.
وكتبت أوفسيانيكوفا باللغة الروسية على اللافتة التي رفعتها خلال عرض البرنامج الإخباري في وقت الذروة “أوقفوا الحرب. لا تصدقوا الدعاية ..إنهم يكذبون عليكم هنا”.
وعلى إثر ذلك، إعتقلتها السلطات الروسية وفرضت محكمة في موسكو عليها غرامة تبلغ 30 ألف روبل (260 يورو)، لكن على الرغم من إطلاق سراحها لا تزال تواجه مزيدا من الملاحقات القضائية وتواجه إحتمال الحكم بالسجن لسنوات بموجب قوانين جديدة صارمة، وأصبحت الصحفية وفقاً لقانون مرره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد من ينشرون معلومات عن الحرب لا تتماشى مع الرواية الرسمية مهددة بالسجن لمدة قد تصل إلى 15 عاماً.
وفي وقت لاحق، أعلنت المحررة إستقالتها من القناة ورفضت عرضا فرنسيا لمنحها اللجوء .. وتم الإعلان مؤخرا عن تعيينها مراسلة مستقلة لشركة دي فيلت الإعلامية الألمانية، التي تمتلك صحيفة وقناة تلفزيونية.
وأشاد رئيس تحرير المجموعة، أولف بوشارت في بيان بـ”شجاعتها” وقال : “في لحظة حاسمة، كانت مارينا أوفسيانيكوفا لديها الشجاعة لمواجهة المشاهدين الروس بنظرة لا مثيل لها للواقع ، وبذلك دافعت عن أهم أخلاقيات الصحافة على الرغم من التهديد بقمع الدولة”.
ومن جهتها، قالت مارينا أوفسيانيكوفا بعد تعيينها إن دي فيلت “تقف مع ما يدافع عنه بشدة شعب أوكرانيا الشجاع على الأرض في الوقت الحالي: الحرية ، أرى أنه من واجبي كصحفية الدفاع عن هذه الحرية”.. ولم توضح الشركة ما إذا كانت أوفسيانيكوفا ستعمل من روسيا أم ألمانيا.
وظهرت مؤخرا مارينا أوفسيانيكوفا الموظفة السابقة في القناة أمام محكمة في موسكو ودفعت ببراءاتها، وقالت وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية: “لا أقر بالذنب”.
مارينا أوفسيانيكوفا هي أم لطفلين تعشق تربية الحيوانات الأليفة وتهوى السباحة، ولم يعرف عنها الحديث في السياسة، لكن مشاهد الحرب الأوكرانية الذي تتعرض له الجارة الصغيرة دفعها للإعتراض علنا أمام الملايين، والمخاطرة بكل ما تملك.
وقد تخرجت أوفسيانيكوفا من الأكاديمية الرئاسية الروسية للإقتصاد الوطني والإدارة العامة في عام 2005، وبدأت حياتها المهنية في التلفزيون الحكومي مع قناة “كوبان تي في”، ثم إنتقلت إلى القناة الأولى قبل عدة سنوات، وهي تعتبر من أهم القنوات في روسيا بنسبة حوالي 250 مليون مشاهدة.
وصرحت الصحفية : “عملت بالقناة الأولى لعدة سنوات وعملت على نشر دعاية الكرملين، أشعر بالخجل الشديد من هذا الآن .. أخجل من السماح لي بالكذب على شاشة التلفزيون.. كنا صامتين في عام 2014 ( إحتلال القرم).. لم نخرج للإحتجاج عندما سمم الكرملين (زعيم المعارضة أليكسي) نافالني”.. وأضافت: “نحن فقط نراقب بصمت هذا النظام المعادي للإنسان ، والآن إبتعد العالم كله عنا ولن تتمكن الأجيال العشرة القادمة من التخلص من عار هذه الحرب بين الأشقاء .. ما يحدث في أوكرانيا جريمة وروسيا هي المعتدية، ومسؤولية هذا العدوان تقع على عاتق شخص واحد فقط: فلاديمير بوتين”.
ودعت الروس إلى الإحتجاج على الحرب وقالت: “فقط لدينا القوة لوقف كل هذا الجنون .. إذهبوا إلى الإحتجاجات لا تخافوا من أي شيء. لا يمكنهم سجننا جميعا”.