تابع الجمهور العربي تسع حلقات من الجزء الثالث من المسلسل المثير للجدل “الإختيار”، الذي بدا عرضه مع بداية شهر رمضان ، ومن المؤكد أن المسلسل ليس مجرد دراما تلفزيونية للتسلية في الشهر الفضيل، فهي تتجاوز ذلك إلى الدراما التوثيقية التي تعرض فيها السلطات وبشكل خاص القوات المسلحة المصرية للراوية الخاصة بها للأحداث التي عصفت بمصر خلال تولي الرئيس الراحل “محمد مرسي” رئاسة الجمهورية، وسيطرة حركة الاخوان على الدولة.
ويوضح المسلسل كيف حاولت الحركة إجراء تغيرات جذرية في بنية المؤسسات في الدولة، بما فيها القوات المسلحة وأجهزة الامن. وكيف كان العسكر في مصر يواجهون ذلك، ويسعون إلى إفشال مخطط الحركة في أخونة الدولة المصرية.. وتظهر أهمية العمل الدرامي من خلال لقطات حقيقة لحوارات جرت ولم تنشر من قبل.
من قبيل ما عرضه المسلسل في الحلقة الثامنة من تسجيل واقعي بالصوت والصورة لحوار بين الراحل محمد مرسي ورئيس المجلس العسكري أن ذاك المشير محمد حسين طنطاوي، قبل إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية المصرية عام 2012، وظهر المرشح وقت ذاك مرسي في لقاء مع الطنطاوي يحاول تحذير المجلس العسكري من تغيير نتائج الإنتخابات، وان ذلك سوف يؤدي الى ردة فعل عنيفة في الشارع، بينما كان الطنطاوي يرد بشكل جاف على مرسي، لتكمل المشاهد الدرامية التمثيلة الحدث ويظهر الطنطاوي يعبر للضابط وقت ذاك عبد الفتاح السيسي عن صعوبة قرار تسليم البلاد للإخوان.
وأسفرت الإنتخابات الرئاسية المصرية عام 2012 عن فوز مرشح حزب الحرية والعدالة ” الاخوان ” محمد مرسي بنسبة 51.73% على منافسه السياسي المستقل أحمد شفيق الحاصل على نسبة 48.27%..
مسلسل “الإختيار 3 ” ثبت من خلال حلقاته التسع الأولى عدة حقائق من وجهة نظر القائمين على العمل، أولها أن قرارات الدولة في زمن رئاسة “محمد مرسي” كانت تطبخ في مكتب المرشد العام للاخوان محمد بديع، وأن كافة القرارات كانت تركز على تغيير جذري في الدولة والمؤسسات بهدف إحكام الحركة سيطرتها على البلاد.. وكانت الحركة تركز بشكل أساسي على إحداث خرق في المؤسسة العسكرية المصرية، والأمر الآخر الذي ظهره المسلسل هو شخصية القيادي في حركة الإخوان “خيرت الشاطر”، حيث ظهر الشاطر هو الرئيس الفعلي للبلاد، وهو العقل المدبر، كما ظهر الشاطر وكأنه يملي قراراته على الرئيس محمد مرسي.
وكشفت إحدى الحلقات التسع الماضية كيف تم إختيار رئيس المخابرات الحربية “عبد الفتاح السيسي” لتولي منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس مرسي، حيث إعترض خيرت الشاطر على تولي السيسي المنصب، بينما كان رأي مكتب الإرشاد أن السيسي متدين ويصلي وزوجته محجبة، وهو سيلبي طموحات الإخوان في خرق المؤسسة العسكرية، وتغييرها من الداخل ..وإقنع أعضاء الارشاد الشاطر الذي ظل غير متحمس لشخصية السيسي، بينما كشفت الحلقة العاشرة التي عرضت مؤخرا أن الرئيس محمد مرسي عرض صراحة على وزير الدفاع السيسي الإنضمام رسميا لحركة الاخوان بينما رفض الأخير العرض.
وما من شك أن كل الحوارات التي يعرضها المسلسل بين السيسي والشخصيات السياسية سواء قادة الاخوان أو الرئيس مرسي أو قادة القوات المسلحة، هي حوارات توثيقية، ولابد أن القائمين على العمل حصلوا على تفاصيل هذه الحوارات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شخصيا.
وقد لعب دور عبد الفتاح السيسي الفنان المصري ياسر جلال .
مازال هناك حلقات قادمة ومن المؤكد انها ستكشف الكثير عن تلك الحقبة الهامة من تاريخ مصر.