سيحاول رؤساء دول وحكومات الإتحاد الأوروبي، الخميس والجمعة، في فرساي بفرنسا، إرساء أسس أوروبا ذات سيادة أكبر، بعد صدمة الصراع الروسي الأوكراني الذي كشف نقاط ضعفها
وكشف الصراع نقص القدرات العسكرية الأوروبية بعدما خفضت الدول الـ27 الأعضاء في الإتحاد ميزانياتها بشكل كبير منذ إنتهاء الحرب الباردة
كما كشفت الإعتماد الهائل للإتحاد الأوروبي على الغاز المستورد من روسيا ما يحد من قدرته على التحرك ضد موسكو، وحتى إذا تبنت حزمة غير مسبوقة من العقوبات، تواصل أوروبا تمويل روسيا عبر مشترياتها من الطاقة التي لا تستطيع الإستغناء عنها على الأمد القصير جداً.. ويهدد هذا الإعتماد إقتصادها الذي تسعى إلى تعزيزه بعدما واجه الصدمة التاريخية لوباء كوفيد-19
وقال الإليزيه إن «هذه القمة هي قمة اليقظة الأوروبية، قمة السيادة الأوروبية»
ويرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يسعى من أجل إعادة إنتخابه ويتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، في الأزمة الحالية تأكيداً لفرضيات يتحدث عنها منذ سنوات
ويجتمع قادة الدول الـ27 الأعضاء في الإتحاد في قصر فرساي الخميس، وسيبدأ إجتماعهم بمناقشات حول الدفاع والطاقة قبل عشاء عمل حول أوكرانيا .. وسيخصص، الجمعة لتعزيز النموذج الاقتصادي للإتحاد الأوروبي قبل مؤتمر صحفي ختامي بعد الظهر، وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو «هذه لحظة حاسمة بالنسبة لأوروبا»
لن تفضي القمة إلى قرارات بل يفترض أن تحدد توجهات سياسية ستطبق في الأشهر المقبلة. ويفترض أن يؤكد مجدداً انتماء أوكرانيا إلى الأسرة الأوروبية وإن كان مشروع إنضمام كييف إلى الإتحاد الأوروبي غير مطروح إلا على الأمد الطويل.
وتشير مسودة نتائج اللقاء إلى أن الدول الـ27 التي ستعيد التشديد على الدور المركزي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ستؤكد رغبتها في إستثمار «أكبر وأفضل في القدرات العسكرية»، وتشجيع التعاون الصناعي والمشتريات المشتركة بينما يفترض أن تنشر إستراتيجية دفاعية قبل نهاية الشهر الجاري
وسيدرس القادة الأوروبيون أيضاً مشروع المفوضية لخفض الإعتماد على الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام، وكذلك خفض واردات الفحم والنفط من روسيا، عبر تنويع مصادر التوريد وتطوير طاقات بديلة مثل مصادر الطاقة المتجددة أو الهيدروجين
وسيؤكدون ضرورة تعزيز تخزين الغاز ولكن أيضاً «تحسين عمل سوق الكهرباء»، كما تطالب إسبانيا وفرنسا، وكذلك إلتزام إجراءات عاجلة جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير إرتفاع أسعار الطاقة على المواطنين الأوروبيين
وبالإضافة إلى الطاقة، ينوي قادة الاتحاد أيضاً تعزيز القدرات الإنتاجية للمكونات الرئيسية مثل الرقائق الإلكترونية التي سبب نقص فيها في السنوات الأخيرة في صدمة
وذكرت مصادر أوروبية أن فرنسا تحاول أيضاً إقناع شركائها بتبني خطة جديدة للتعافي تشبه صندوقاً قيمته 800 مليار يورو اعتمد منذ العام الماضي لمواجهة آثار الوباء