أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّه سيقرّر “اليوم” الإثنين ما إذا كانت بلاده ستعترف بإستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، بعدما طالبه كبار المسؤولين الروس بالإقدام على هذه الخطوة.
وقال بوتين لأعضاء مجلس الأمن القومي الروسي إثر إجتماع بعد ظهر الاثنين بُثّ على التلفزيون الرسمي، “سمعتُ أراءكم، سيُتّخذ القرار اليوم”.
ومن شأن إعتراف روسي بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين أن يسدّد ضربة قاضية لعملية السلام، والهادفة لحلّ النزاع المستمر منذ سنوات في شرق أوكرانيا.
وحذّرت دول غربية روسيا من الإعتراف بالجمهوريتين الانفصاليتين، فيما أكدت الولايات المتحدة أنّ الخطوة ستمثّل “إنتهاكاً جسيماً للقانون الدولي”.
وخلال الإجتماع الذي إستمر ساعة ونصف الساعة في الكرملين، إستمع بوتين لكبار المسؤولين الروس لدى دفاعهم واحداً تلو الآخر عن وجوب الإعتراف بالمنطقتين.
وجلس الرئيس الروسي خلف طاولة بينما دعا كبار مسؤولي الدفاع والأمن والإستخبارات وغيرهم من أبرز المسؤولين للتعبير عن رأيهم في الأمر.
وخلال الإجتماع غير المألوف إطلاقاً، وبّخ بوتين رئيس الإستخبارات سيرغي ناريشكين الذي أشار خطأً إلى أنه يؤيد دمج الجمهوريتين في الأراضي الروسية.. وقال ناريشكين “أدعم مقترح دمج جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية في روسيا”..وردّ بوتين بالقول “لا نناقش ذلك، نتحدّث عن الإعتراف باستقلالهما”، فيما طلب منه أن يكون “واضحاً”.
وبدا التوتر على ناريشكين الذي صحّح زلّة لسانه بالقول “أدعم مقترح الإعتراف باستقلالهما”.
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تأجيل إنضمام أوكرانيا لعضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) لن ينزع فتيل التوترات بين بلاده والغرب.
وفي كلمة له أمام مجلس الأمن القومي الروسي في موسكو اليوم الاثنين: قال بوتين: “نعتقد أن ذلك لن يكون تنازلا لنا”.
وتريد روسيا منع جارتها من الإنضمام لحلف الناتو، ودعت موسكو التحالف العسكري والحكومة الأمريكية إلى تقديم ضمانات أمنية مكتوبة بهذا الشأن.
ومن جانبه، رفض الغرب المطالب الروسية. ودعت روسيا أيضا إلى إنسحاب القوات الأمريكية من وسط وشرق وجنوب شرق أوروبا ودول البلطيق.
وكانت جمهوريتا دونيتسك ولوهانسك الشعبيتان شرق أوكرانيا قد طالبتا في وقت سابق اليوم بالإعتراف بهما كدولتين مستقلتين.
وفي دونيتسك، دعا الزعيم الانفصالي دينيس بوشيلين الرئيس الروسي أيضا إلى إبرام معاهدة صداقة ومساعدة عسكرية مع “الجمهورية الشعبية”.
وتسمح مثل هذه الاتفاقية لروسيا بإرسال الآلاف من جنودها إلى دونيتسك على غرار إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللذين إنشقا عن جورجيا. وبعد حرب مع تبليسي، إعترفت موسكو بالاقليمين كدولتين مستقلتين عام .2008
وفي لوهانسك، وجه الزعيم ليونيد باشنيك كلمة لبوتين عبر التليفزيون الرسمي الروسي قائلا: “عزيزي فلاديمير فلاديميروفيتش، من أجل عدم السماح بحدوث قتل جماعي لشعب الجمهورية، أطلب منك الإعتراف بسيادة وإستقلال جمهورية لوهانسك الشعبية”.
كان مجلس الدوما الروسي، مجلس النواب بالبرلمان، قد مرر في الخامس عشر من الشهر الجاري مشروع قانون بشأن الاعتراف بجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك اللتين أعلنتا الإنفصال من جانب واحد في منطقة دونباس الانفصالية بشرقي أوكرانيا.
ومن جهتها طلبت أوكرانيا الإثنين عقد إجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة إحتمالات تعرّضها لغزو روسي، مشيرة إلى التطمينات الأمنية التي حصلت عليها مقابل التخلّي عن ترسانتها النووية عام 1994.
والاتفاق الذي وقّعت عليه في 1994 إلى جانب أوكرانيا كلّ من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا، طمأن أوكرانيا بأنه سيتم إحترام “سلامة أراضيها وإستقلالها السياسي” مقابل موافقتها على نقل جميع أسلحتها النووية إلى روسيا.
وورثت جمهورية أوكرانيا المستقلة ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم عندما تمّ رسمياً حلّ الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة “طلبت رسمياً بمبادرة من الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عقد مشاورات فوراً بموجب البند السادس من تفاهم بودابست”.. وأضاف أنّ على مجلس الأمن بحث “خطوات عملية لضمان أمن أوكرانيا”.
وينصّ البند السادس في إتفاق العام 1994 على أنّ موسكو وواشنطن ولندن “ستتشاور في حال طرأ وضع ما” يهدّد أمن أوكرانيا.