في الذكرى التاسعة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، وقعت الباحثة الفرنسية الدكتورة ساندرا بارير، عقدا، مع إحدى دور النشر الفرنسية لنشر أطروحتها الجامعية عن صدى المجزرة في الأدب والفن، والتي تم مناقشتها في 28 حزيران 2019 في جامعة بوردو الفرنسية وكان عنونها “كتابة التاريخ تقتل، مجزرة صبرا وشاتيلا في الأدب والفن”.وتناولت الباحثة الظروف التاريخية لمجزرة مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في بيروت صبرا وشاتيلا ووضعتها في سياق أوسع يتخطى الحرب في لبنان، ويستهدف إلغاء الوجود الفلسطيني مند النكبة، مشيرة إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1982 والذي وصف المجزرة بـ “عمل إبادة .”وقالت الباحثة في مقدمة أطروحتها أن ما لفت نظرها في صدى هذه المجزرة والتي حظيت بتغطية إعلامية دولية واسعة، هو غياب كتب تاريخية في المراجع الدراسية في لبنان والمنطقة ،وهو ما دفعها للبحث عن كتب وأعمال عن هذا الحدث الضخم الذي أثر بها شخصيا عندما كانت طالبة مدرسة في فرنسا.وبلغ عدد الأعمال التي رصدتها الباحثة 45 عملا تشمل كل أصناف الإنتاج الأدبي والفني، وعملت على مدار 5 سنوات على هذا الموضوع، قضت منها 4 سنوات في لبنان.وتحاول بارير إبراز دور الفعل الثقافي المتنوع في الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية والتي تواجه تحديات عديدة منها أن هناك ذاكرة أخرى مرتبطة بالأحداث التاريخية في اوروبا إبان الحرب العالمية الثانية تستحوذ على المساحة الأكبر من الإهتمام الثقافي الإعلامي والسياسي في أوروبا، مضيفة ان المدافعين عن هذه الذاكرة المرتبطة تماما بأوروبا ، يحاولون التقليل من الذاكرة الفلسطينية ، بل حتى إلغائها كشرط أساسي لإلغاء الهوية والوجود الفلسطيني.وقد تحدثت الباحثة عن أطروحاتها في رام الله في متحف محمود درويش في 23 / 9 /2019 ، إلى جانب الروائي الفلسطيني أكرم مسلم والذي قدم روايته بعنوان ” بنت من شاتيلا ” في ندوة بعنوان ” صبرا وشاتيلا في الأدب والفن “، قدمها الروائي يحيى يخلف.وذكر حسان البلعاوي ، أمين سر “المنتدى الفلسطيني للثقافة والاعلام في فرنسا ” إنه لم يكن سهلا العثور على دار نشر تقبل نشر هذه الاطروحة ، وأن الكتاب ، والذي سيصدر خلال أشهر ، سيكون بصيغة سهلة نسبيا للقارئ ، وأضاف أنه سيتم العمل لاحقا على ترجمة الكتاب إلى اللغتين العربية والإنجليزية ونشره في دور نشر مرموقة ، كما يقود نشر الكتاب إلى تنظيم معرض متجول للأعمال الأدبية والفنية التي تناولتها الباحثة في أطروحتها النادرة .