وعندما يَزهرُ الإنتصار ..وما أجمله أن يأتي حتى ولو طال الإنتظار ..حتى ولو دفعناها.. باهظة الأسعار ..حتى ولو سالت الدماء كما الأنهار .. حتى ولو هُدمت الساحات ودُمرت الديار ..حتى ولو فقدنا منّا الرجال الأبرار ..كباراً أو صغار ..حتى ولو بكت أمهاتنا ليل نهار .. حتى ولو سرقوا منّا أرواحنا بمقدار .. حتى ولو شردوا الآلاف منا في كل أصقاع الأرض وضفاف البحار .. حتى ولو هدموا البيوت على رؤوس من فيها .. بالظلم .. بالحقد ..بالإجبار .. حتى ولو إغتصبوا الأجساد والأرواح بالحديد والنار .. حتى ولو قطّعوا أواصل الحياة فينا بغاءً في إصرار ..حتى ولو إغتالوا الحق وصلبوه في كل زاوية وعند كل مدار …
فلا وألف لا للإنهيار .. فلا وألف لا للتبعية والركوع لغير الله خيار .. فلا وألف لا ننصاع للكفّار .. لشياطين هذي الأرض الأشرار ..لا وألف لا للباطل والغطرسة والظلم والظلام والنار ..لا وألف لا للذل ..لا للخزلان ..لا للعار … تبت آياديهم فهؤلاء هم الزنادقة .. هم الشياطين ..هم الأشرار …تبت آياديهم مهما دبروا مكائداً وإستثمروا فيها الريال والدولار والدينار …تبت آياديهم فنحن والشموس من الرماد نولد معاً لنحيا كما الطير الفينيق إن طار …تبت آياديهم لو عرفوا بأن الأرض لن تدور بدوننا .. وأن أبراج الشموس كيف بآيادينا تسير وبإرادتنا تُدار …
تبت آياديهم أبناء الزناة هـؤلاء .. فنحن النبراس ونحن الرحم ونحن الفجر ونحن من نصنع من الليل نهار .. ونحن من أعدّنا الله لنكون .. حُراس حق .. إن هو شاء أو حتى بإصبعه أشار .. هو الله من جعل منا سيوف عدلٍ لا نغمدها حتى يَزهق الباطل بكل ألوانه من مغتصبٍ أو مُعتدٍ أو غدّار…
عندما يَزهرُ الإنتصار تنطق السنابل بقدسية القدس وعروبة القدس .. ويصدح صوت الحق من القمر والشمس .. وتتراقص قمم الجبال بصدى الرعب والبرق لا بالهمس واللمس .. وكأنها القيامة قد قامت وإستفاقت بعد نومٍ عميق بقدرة قادر ودعوة عابد وصلاة زاهد وترتيلة قٍسّْ …
هو إذاً القادم ليس إلا حقيقة وواقع في ربيع .. ربيع ليس كالذي عرفناه .. دماءٌ وخرابٌ وقتلٌ وفتنةٌ والكل يقتل بعضه ولا يسلم فيه حتى الرضيع .. ذاك الربيع الذي رأينا فيه كيف أفلس مَنْ للفسق والعهر يرّوج ويبيع .. وكل ما رأيناه من فظاعة فظيع وشناعة شنيع …
ربيعنا الذي ننتظره هو الربيع الذي يَزهرُ به الحق أشكالاً وألوان .. ربيعاً يكتسي إنسانية ويَخلق إنسان .. ينضح محبةً وأخاءً في كل مكان .. من المدينة إلى القرية إلى الجبال إلى الوديان .. ينهض بالنفوس عزة وكرامة في هذا الزمان وكل القادم من زمان .. يَلدُ أخاء.. .يجدد بالمواطنة أوطان .. يَزهرُ وعياً .. يوحد أديان .. يخلق أمة عملاقة فيها الحضارة هي العنوان والقوة هي البنيان …
عندما يَزهرُ الإنتصار .. سنرى بأن الجامعة العربية تلفظ عنها ثوب الإنصياع والتبعية والضياع وصياغة البيانات والإدانات لمن إشترى ولمن باع .. وسنراها جامعة لا فارقة .. ولا بالذل غارقة …عندما يَزهرُ الإنتصار سنرى دمشق عادت لموقعها القيادي عقلاً وقلب .. وسنرى سورّية كما عرفناها عروس هذا الشرق .. وسنرى إخوتها وأخواتها من أبناء أمتها من كل فجٍ وطيفٍ وعرق .. يلتفون حولها تعاضداً وتفانياً لا ريب فيه ولا في بنيانه شق .. وسنرى وسنرى كيف بالعروبة كل القلوب معها ستدق…
عندما يَزهرُ الإنتصار سنرى اليمن السعيد موحداً وكأنه هذا الوليد الذي يلبس ثوب السلام من جديد .. وسنرى صنعاء تعانق رياضها قلباً ووريد .. هي هكذا المحبة تحطم زجاج الفرقة والفتنة الذي صنعوه الغرباء من فولازٍ وحديد .. وسنرى بأن تاريخنا يكتبه الأحرار وليس العبيد …
عندما يَزهرُ بالحق الإنتصار سنرى العراق وقد إستفاق وراق .. وأن الفتنة قاتلة في كل منطق وكل نطاق .. وأن المواطنة هي الأساس وهي الميثاق وأن وأن أن .. العراق ليست لأهل الشقاق والنفاق بل هي أرض المحبة وواحة يتنفس بها الرفاق من الجزيرة العربية حتى جبل طارق ، وكل ماهناك من غروبٍ لشمسٍ أو من إشراقْ…
عندما يَزهرُ الإنتصار ..لا بد أنها هي القدس راجعة .. لتنتهي سلافة الإخوانجية والرابعة .. وخرافات من صدّق بأن إسرائيل الباغية باقية ساطعة .. وأن العرب لاحول ولا قوة لهم سوى للأمر مطالعة والإذعان للأمر الواقع لا تحرير ولا مجابهة ولا ممانعة .. ليتهم ليتهم يدرون بأن حب فلسطين رضعناه من حليب أمهاتنا .. ونترقب في كل يوم فجر التحرير .. لعلها ستكون الساعة السابعة …
عندما يَزهرُ الإنتصار .. هي مصر أم الدنيا والتي سنراها القلعة والحصن والأم بحضنها وعيونها الدامعة .. سنراها في القيادة والريادة والوحدة هي السيف والترس والدافعة .. سنراها قاهرة كما عرفناها .. وكما الشهب مرتفعة بالعزةِ طالعة .
عندما يَزهرُ الإنتصار سنرى تونس وقد إسترجعت جمالها بشقارها وسمارها وخضارها .. سنراها كما نرى واحات نتغنى نحن العرب بغناجها ودلالها …
عندما يَزهرُ الإنتصار سنرى بيروت وقد خلعت عنها ثياب الحداد .. ونري بيوتها وشوارعها كما عرفناها بيوت الحضارة والوداد .. هو السلام قد عاد وإنتهى للفتنة الميعاد والجميع يغني المحبة مع فيروز في أعياد الفطر والميلاد .
أيا ترى سنراه هذا الإنتصار .. أيا ترى سنرى فجر السلام يعانق بالأبدية لهذه الأمة ليلها والنهار ..أيا ترى هل سنستطيع القول بأننا أمة كباقي الأمم وعندنا سفينة ويمكننا الإبحار .. أيا ترى هو النجم وإذ إنبرى فماذا نرى .. بالأمل بالعمل بالمواطنة بالمحبة بالتآخي يمكننا أن تكون أوطاننا لنا هي الديار .