أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن القمة العربية المقرر أن تستضيفها بلاده العام المقبل، ستكون جامعة وشاملة ولن تكرس التفرقة العربية.
ورحب تبون، في مقابلة مصورة مع وسائل إعلام محلية بثت مساء يوم الجمعة، بحضور سورية لتلك القمة المرتقبة في مارس .2022
وقال الرئيس الجزائري: ” نأمل في أن تكون القمة العربية المقبلة إنطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك و ستكون هذه القمة جامعة وشاملة ولا تكرس التفرقة العربية”.
وأكد تبون، على ضرورة إصلاح الجامعة العربية التي تبقى الهيئة الوحيدة من بين المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، التي لا زالت على حالها.
وأبرز تبون العلاقات الطيبة لبلاده مع الجميع، إلا مع ” من يريد معاداة الجزائر”.. كما أعرب الرئيس تبون عن أسفه إزاء علاقات التعاون بين المغرب و إسرائيل ، بعدما وقع المغرب وإسرائيل الأربعاء الماضي اتفاق-إطار للتعاون الأمني “غير مسبوق” خلال زيارة هي الأولى من نوعها لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المملكة.
وأشار تبون “لأول مرة منذ أن خلق الكيان، خزي وعار أن يهدد بلد عربي من بلد عربي وآخر”، متابعا “الجزائر بلد محمية و يا ويل من يصلها.. نحن خرجنا من عشرية سوداء ووقفنا على أرجلنا مجددا”.
وقال تبون إن نجاح دبلوماسية بلاده يكمن في إنتهاجها للسرّية، مشيرا “وقد دخلنا في مرحلة الند للند مهما كان”.
وقال تبون إن التركيز في السنة المقبلة 2022 سيكون صوب الإصلاحات الهيكلية في الاقتصاد وإعادة النظر في توجيه الدعم.
وأوضح “لا أطلب الولاء من أحد، أطلب الولاء للعمل وللوطن”.
وعن الإكتفاء الذاتي قال تبون إنه لا يوجد دولة في العالم حققت إكتفاءها الذاتي بالكامل، “في حين أننا قادرون على إنتاج إستهلاكنا في العديد من المواد الاستهلاكية”.
وعن الإستثمار الخارجي في بلاده قال تبون “الإستثمار أفضل من الإستيراد ولكن نحن لدينا شروط صارمة للمستثمرين الأجانب في بلادنا، الدول غير القوية هي التي تسمح بالإستثمار بدون شروط ونحن نقبل الاستثمار بما يحمي مصالح المواطنين ولا يضيع مصالح المستثمرين “.
ويعود مطلب الجزائر بإصلاح الجامعة العربية إلى سنوات؛ حيث سبق أن دعت في قمة عام 2005 التي إستضافتها إلى إصلاح جوهري لعمل الجامعة، يشمل تدوير منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء عوضا عن السيطرة المصرية عليه عرفا، لكن ذلك لم يتم إعتماده.
ووقّع ميثاق جامعة الدول العربية التأسيسي بالقاهرة في مارس 1945، بحضور مندوبي سبع دول هي: مصر والسعودية وسوريا والعراق ولبنان، والأردن واليمن.
وبشأن فرنسا، قال الرئيس الجزائري إنّ العلاقات الجزائرية الفرنسية المتوترة “يجب أن تعود إلى طبيعتها” لكن شرط التعامل على أساس “الند للند” بين البلدين .
وفي رده على سؤال “هل هناك جهود لإعادة العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى وضعها الطبيعي؟”، قال الرئيس الجزائري “نعم لازم (يجب) العلاقات ترجع لوضعها الطبيعي، بشرط أنّ الآخر يفهم أنّ الندّ للندّ ليس إستفزازا له، هي صيانة سيادة وطن إستشهد من أجله مثلما سبق أن قلت خمسة ملايين و630 ألف شهيد من 1830 إلى 1962″، أي من بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر حتى إستقلالها.. وتابع “الأمور لن تأتي بالساهل وأنا لا أحتاجك”، في إشارة إلى أن الجزائر لا تحتاج فرنسا.