قالت الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي إن “عالم منصات التواصل الاجتماعي لايشبهني ودخلت إليه مكرهة، وإنتشار صفحات كثيرة باسمي أجبرني على تعلم آلية إستخدامه”.وأضافت أحلام مستغانمي، خلال جلسة إلتقت فيها قراءها ضمن فعاليات الدورة الـ 40 من “معرض الشارقة الدولي للكتاب”، أن “التكنولوجيا عبثت بالكتاب والمبدعين وسرقت منهم الكثير من مباهجهم الجميلة، رغم أنها جعلتهم في متناول الأحبة، ولكن أصبح كل الكتاب مستباحين ، فلا وجود لأية خصوصية، الكل يعيش كأنه مطارد بآلة تصوير”، مؤكدة أنها “تحب عتمتها، فالكاتب لم يخلق للضوء، وهو ليس نجماً، بل عليه أن يشبه قراءه لا أن يتميّز عنهم، هذا ما يجعله محبباً لديهم”.وأكملت: “ أتقبل شهرتي كإختبار لنعمة أكرمني الله بها، وأحاول دائماً أن أحمل هموم الإنسان العربي ما إستطعت، وأن أكون وفية في ذلك، لقد كانت لي أمنيات كبيرة، تغيرت مع الزمن، وأمنيتي الآن هي راحة البال في هذا الزمن الصعب، وما يعنيني الأكثر أن أنقذ سيرتي الذاتية، فلابد أن أوثق كل الحروب التي إستنزفتني، حتى لا أقع فريسة التشويه والافتراء بعد ما أرحل كما حدث مع كتاب غيري”.ووصفت مستغانمي نفسها بأنها كاتبة قضية، مشيرةً إلى أن جل أعمالها الأدبية تتحدث عن قضايا وهموم الوطن العربي، وأن الشهرة كانت قصاصها وواقعاً فرض عليها، فهي سيدة العتمة .وترى أن “الكاتب لا يمكن أن يكتب تحت الأضواء الكاشفة، وأن كتاباتها في الحب هي تأملات ومشاهدات من خلال علاقاتها وملاحظاتها”، لافتة إلى أنها قد تغير رأيها في هذا المجال حسب نشرتها العاطفية .وأضافت أنها “تعيش في عالم قرائها أكثر مما تعيش مع عائلتها وأبنائها، فهي تقرأ كل ما يكتبونه على صفحتها، بعد أن أصبح كل من قرائها كتابا، وتحولت من كاتبة إلى قارئة لقرائها، ففي زمن الحروب والتهجير الذي تعيشه كثير من الشعوب العربية، لكل قصة يمكن روايتها”.وتابعت : “لديها قراء ومتابعون من مختلف أقطار الوطن العربي تهبهم قسطا من وقتها على أهمّيته، لعلمها بأن القليل قد يغير حياة أحدهم”.وأشارت إلى أنه لديها حساسية مفرطة تجاه حالة الاستعراض المتزايدة عبر التواصل الاجتماعي، والتباهي بكل ما هو ليس في متناول ملايين البشر اليوم .. ولابد من مراجعات حقيقية لهذه الحالة، فالقدوة عند الأبناء تغيرت عما كانت بمفهومنا، والاهتمامات إختلفت، فأصبح الثراء السريع هو الغاية، ولا جدوى من العلم”، وأكدت أنها لم تسع يوما إلى الشهرة، ولم تقبل أي عرض لإستغلال إسمها إعلانياً.