في الوقت الذي رحب فيه المغرب بقرار مجلس الأمن الدولي حول تمديد مهمة “المينورسو” في الصحراء، أكدت جبهة “البوليساريو” أنه لن يكون هناك وقف إطلاق نار جديد.
وأشاد وزير الشؤون الخارجية المغربي، بقرار مجلس الأمن القاضي بتمديد مهمة “المينورسو” في الصحراء لعام إضافي، واصفا إياه بأنه قرار “مهم”.
وقال الوزير بوريطة في ندوة عقدها بمقر وزارة الخارجية مباشرة بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء، مساء الجمعة، إن “مجلس الأمن بعث بتقريره الأخير خمسة أجوبة للأطراف المعنية بالنزاع، وهي الجزائر وجبهة البوليساريو”.
وأضاف: “الجواب الأول مرتبط بإثارة مسألة وقف إطلاق النار، حيث عبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه بشأن إنهاء وقف إطلاق النار من قبل جبهة البوليساريو التي قالت رسميا بأنها لم تعد ملزمة بوقف إطلاق النار”، مؤكدا أن “المغرب ملتزم على أعلى مستوى بوقف إطلاق النار”.
من جانبه أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، سيدي محمد عمار، أنه لن يكون هناك وقف إطلاق نار جديد، قائلا إن المغرب يسعى لفرض الأمر الواقع بالقوة.
وأضاف ممثل البوليساريو، في تصريح للصحافة الدولية بمقر الأمم المتحدة، عقب صدور قرار مجلس الأمن بتمديد ولاية بعثة المينورسو، سنة كاملة، إلى غاية 31 أكتوبر 2022، أن “جبهة البوليساريو بصدد تقييم قرار مجلس الأمن الذي تم تبنيه اليوم، وكذلك إنعكاساته على الوضع على الأرض وعلى عملية الأمم المتحدة للسلام برمتها”، مشيرا الى أنه “سيتم الإعلان عن بيان عام بهذا الشأن في الوقت المناسب”.
وأوضحت روسيا سبب إمتناعها عن التصويت على مشروع قرار تبناه مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، ويقضي بتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية “المينورسو” عاما إضافيا.
وصرح نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، في أعقاب تصويت المجلس على مشروع القرار، بأن إمتناع موسكو عن التصويت جاء بسبب “عدم مراعاة ملاحظاتها المبررة واقتراحاتها ذات الطابع التوافقي خلال المشاورات”، مشيرا إلى تجاهل عدد من المقترحات البناءة المطروحة أيضا من قبل أعضاء آخرين في المجلس.
وقال الدبلوماسي الروسي: “لهذا السبب لا يعكس مشروع القرار المطروح على التصويت اليوم الصورة الموضوعية التي تبلورت في التسوية في الصحراء الغربية منذ التصعيد العسكري الذي حدث في نوفمبر الماضي، ومن غير المرجح أن يساعد مشروع القرار هذا مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، الرامية إلى إستئناف العملية التفاوضية المباشرة بغية التوصل إلى حل مقبول لجميع الأطراف يتيح لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره وفقا لميثاق الأمم المتحدة”.
وأشار بوليانسكي إلى أن المشكلة الرئيسية التي لا تزال قائمة تكمن في إدخال عبارات في مشاريع قرارات خاصة بتمديد مهمة “المينورسو” في السنوات الأخيرة تستبدل المعايير المتفق عليها دوليا للتسوية في الصحراء الغربية بـ”عبارات عامة عن ضرورة الالتزام بما يسمى أنهج واقعية، والموافقة على حلول وسط ما”.
وحذر نائب مندوب روسيا الدائم من أن “مثل هذه المؤشرات تتسبب في حالة من الغموض وتقوض الثقة بعمل المجلس وتعيق فرص استئناف الحوار المباشر”، معربا عن أسف موسكو إزاء إصرار بعض زملائها على تجاهل هذا الأمر.
وأبدى الدبلوماسي إلتزام روسيا باتباع نهج متوازن ودون أي إنحياز إزاء التسوية في الصحراء الغربية، مشيرا إلى دعم روسيا للتفاوض المباشر بين المغرب وجبهة “البوليساريو”.
ولفت بوليانسكي إلى ضرورة أن تكون الصيغة النهائية مقبولة للجانب المغربي ولـ”البوليساريو” على حد سواء، مع السماح لشعب الصحراء الغربية بتقرير مصيره، ضمن إطار الإجراءات المتوافقة مع المبادئ والأهداف المطروحة في ميثاق الأمم المتحدة.
وشدد بوليانسكي على أن موقف روسيا خلال التصويت يتوقف حصرا على معارضتها لبعض العبارات في مشروع القرار ويعكس تقييمها لعمل معدي هذه الوثيقة، مبديا دعم موسكو الثابت لبعثة “المينورسو” ودور البعثة الأممية الرئيسي في إستقرار الوضع على الأرض من خلال تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف الحوار وتقديم العملية السلمية.
وتعهد الدبلوماسي بأن روسيا ستظل “لاعبا غير منحاز” في التسوية وستبقى على تواصل مع كافة الأطراف الإقليمية، لا سيما ضمن إطار “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية”، مضيفا: “ندعو كافة الأطراف إلى الامتناع عن خطوات وإعلانات أحادية الجانب سمعناها اليوم على وجه الخصوص، ومن شأنها إعاقة إستئناف الحوار السياسي الجوهري”.