“فلسطين شعب لا يريد الموت” كتاب جديد لآلان غريش الصحفي الفرنسي والكاتب المتخصص في قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي، ألّفه بعد شهور قليلة من أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب الإسرائيلية على غزة .
يذكر غريش في مقدمة الكتاب دواعي التأليف، ومنها أن الحرب على غزة عرفت من التضليل والافتراءات نادرا ما عرفته حرب أخرى، والتي تسعى إلى محو العمق التاريخي لأزمة وقضية تتجدد مع كل حرب.
تناول الكتاب عبر 6 فصول وملحق بالاستناد إلى مصادر صحفية وتاريخية وسياسية متنوعة جديد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوضع في فلسطين بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والحرب الإسرائيلية على غزة بتشعباتها العسكرية والإنسانية والاجتماعية والسياسية والإعلامية وتداعياتها الإقليمية والدولية والإستراتيجية.
واستحضر الكتاب محطات تاريخية للصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومعاناة الشعب الفلسطيني، ومقارنات مع سوابق استعمارية للغرب في العالم العربي الإسلامي، خاصة في الجزائر.
وذكّر المؤلف في ثنايا الكتاب بتاريخ دخول الاحتلال الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية ومحطات حربه وعدوانه على الشعب الفلسطيني، وكذلك واقع الواقع السياسي الفلسطيني وأبرز إشكالاته.
وسلط الكتاب الضوء على النفاق الغربي وازدواجية معاييره وتعامله، والمعركة الإعلامية والسياسة الفرنسية وتبعيتها، والتي وصفها بالمخزية لحكومة إسرائيل والإدارة الأميركية في التعامل مع أحداث غزة.
ويؤكد الكتاب منذ البداية أن ما يحدث في قطاع غزة يتجاوز حدوده الصغيرة، ويعكس محنة الشعب الفلسطيني التي امتدت لعقود (تهجير قسري، وحصار، واحتلال، واعتداءات متكررة)، محنة ليست مجرد نتيجة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل تعود جذورها إلى استعمار واحتلال لم ينتهِ ونظام عالمي يدعمه ويتجاهل الحقوق الفلسطينية.
وينبّه إلى أن الحرب على غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جسدت رغبة في إبادة الشعب الفلسطيني تطبيقا لمقولة مؤلف كتاب “عن الحرب” الجنرال كارل فون كلاوزفيتز “يجب تقييد الخصم لتنفيذ إرادتنا”، وهي القناعة التي يتقاسمها قادة دولة الاحتلال ويعتقدون أن الحرب هي السبيل لإجبار الفلسطينيين على الاستسلام ومغادرة أرضهم ، والاقتناع بأنهم شعب مهزوم.
ويشرح الكتاب كيف باتت تلك الحرب من أكثر الحروب تدميرا في العصر الحديث حوّلت غزة إلى مركز صراع عالمي وعنوان أزمة عالمية تتشابك فيها القضايا المحلية مع الصراعات الإقليمية والجيوسياسية، وتكشف هشاشة النظام الدولي وضعف مؤسسات الأمم المتحدة والانتهاك الممنهج للقوانين الدولية برعاية غربية عمّقت الفجوة بين الغرب وبقية العالم وكشفت نفاقه وازدواجية معاييره.