نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية مقالا بعنوان “تركيا أردوغان هي عصب نهضة إسلامية أوسع”، كتبه أمين أيوب.
يرى الكاتب أن تركيا في عهد الرئيس، رجب طيب أردوغان، لم تعد حليفاً روحياً لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بل أصبحت دولة مارقة تسعى إلى أجندة توسعية إسلامية، تهدد استقرار الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، بل وحتى أوروبا.
“في عهد أردوغان، تحولت تركيا إلى معتدٍ إقليمي، تسعى إلى إحياء هيمنة الحقبة العثمانية من خلال التوغلات العسكرية والتخريب السياسي والابتزاز الاقتصادي. وقد استغلت فوضى الربيع العربي والحرب الأهلية السورية، والفراغ الجيوسياسي الذي خلّفه التردد الغربي، لترسيخ النفوذ التركي من شمال أفريقيا إلى القوقاز”.
ويضيف الكاتب أن “تركيا أردوغان ليست معتدية معزولة، بل هي عصب نهضة إسلامية أوسع نطاقاً، ويشكّل دعم جماعة الإخوان المسلمين تهديداً للحكومات العلمانية في جميع أنحاء العالم العربي”، ويرى الكاتب أن تدخلات أردوغان في “ليبيا وسوريا والقوقاز ليست مجرد مناورات جيوسياسية، بل هي إعلان نوايا، يُظهر استعداده لإعادة رسم الخريطة بالقوة”.
ويعتقد الكاتب أن هذه المواقف لأردوغان “تجعل من مصر والإمارات العربية المتحدة خصمين طبيعيين له، فقد أعلنت كلتاهما جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وتحركتا بقوة لمواجهة الميليشيات المدعومة من تركيا في ليبيا”.
لكن أمين أيوب يرى أن مواجهة أردوغان لا تتطلب مجرد إجراءات منفصلة فحسب، وإنما تتطلب استراتيجية متناسقة.
وكتب: “تنظر إسرائيل إلى تركيا كتهديد وجودي، ليس فقط لدعمها حماس، بل لنفوذها المتزايد في السياسة الفلسطينية.. فيما تسعى تركيا إلى استبدال إيران كزعيمة للمحور المعادي لإسرائيل من خلال تنصيب نفسها نصيرة للقضية الفلسطينية”.
ويرى الكاتب أن هناك أعداءً آخرين لتركيا أردوغان أبرزهم اليونان، “حيث يُنافس أردوغان أثينا علناً على المياه الإقليمية واحتياطيات الغاز في شرق المتوسط”.
وكذلك تبرز فرنسا، بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، كـ”أبرز خصم أوروبي لأردوغان، إذ اصطدمت مع تركيا بشأن ليبيا وسوريا، وحتى بسبب نفوذ تركيا في المجتمعات الإسلامية الأوروبية”.
ويرى الكاتب أنه إذا توطد التحالف بين هذه الدول، فسيكون لديهم الوسائل الكافية لوقف تقدّم أردوغان.
واختتم: “لقد أثبت التاريخ أن التوسع الجامح لا يتوقف من تلقاء نفسه، فالقوى المناهضة لأردوغان تتجمع، لكن عليها أن تتحرك قبل أن تصبح طموحات تركيا غير قابلة للعودة إلى الوراء”.