
أعلنت وزارة الثقافة اللبنانية، مؤخرا، بدء مشروع لتحويل المنزل الذي نشأت فيه فيروز في زقاق البلاط ببيروت إلى متحف، وسط ترقب للحصول على التمويل الذي من شأنه جذب محبي الفنانة الكبيرة.
ويشمل المشروع شراء الأرض وترميم المنزل القديم ليصبح متحفاً يحتفي بتاريخ «جارة القمر» الفني ومسيرتها، وذلك بالتنسيق مع المؤسسة الوطنية للتراث.
وتأتي موافقة وزارة الثقافة اللبنانية بعد سنوات طويلة من إطلاق هذه المبادرة من قبل جمعيات أهلية لبنانية، وشخصيات مجتمعية في بيروت من أجل البدء في هذا المشروع، ودعوة العديد من وزراء الثقافة السابقين للموافقة عليه.
ويبدأ المشروع من خلال خطوات عدة تبدأ أولاً بشراء الأرض، والعمل على ترميم المنزل القديم وتحويله إلى متحف أمام زوار ومحبي الأيقونة الفنية التي لاتزال أغانيها حاضرة على مدار سنوات طويلة، لكلماتها العذبة وألحانها الجذابة، وسينتظر البدء به بعد الحصول على التمويل الكافي.
ويعد المنزل المكان الذي نشأت فيه فيروز مع شقيقها جوزيف، وشقيقتها الفنانة هدى حداد، قبل أن تغادره العائلة منذ عقود، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلامية لبنانية.
ولدت السيدة فيروز في عام 1935 في بلدة الدبية في قضاء الشوف. إلا أنها نشأت وترعرعت في بيت زقاق البلاط البيروتي الذي تحيط به حديقة صغيرة، انتقلت إليه في منتصف الثلاثينيات العائلة المتواضعة المؤلفة من الوالد وديع حداد الذي كان يعمل في مطبعة، والأم ليزا البستاني، والإبنة البكر فيروز التي تحمل في الأصل اسم نهاد، وشقيقتها هدى وشقيقها جوزف.
وذلك المنزل في الأصل كان مخفراً للشرطة في أيام الحكم العثماني للبنان، وقد تحول إلى منزل استأجره والدها في منتصف الثلاثينيات.. شهدت جدران هذا البيت أولى بشائر موهبة السيدة فيروز صاحبة الصوت الماسي، وكان عمرها آنذاك لا يتجاوز الخمس سنوات.
وفق ما أعلنت في إحدى المقابلات القليلة التي تحدثت فيها عن حياتها الشخصية، وخلالها كشفت أنها كانت تجلس عند إحدى نوافذ بيتها المطلة على الحديقة المحيطة به لتستمع إلى أغان لأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وأسمهان، وليلى مراد، من عند الجيران، فترافقها بالدندنة بصوتها العذب.. في حديقة هذا المنزل كانت تلعب، وقد عرف أولى بوادر موهبتها الغنائية في سن مبكرة، إلى أن اكتشفها الملحن اللبناني أحمد فليفل في إحدى الحفلات المدرسية.
كانت فيروز تسكن في الطابق الأرضي من المبنى المؤلف من طبقتين، وقد أضيفت إليه طبقة علوية في العشرينيات، وبعد أن تركت العائلة البيت أُهمل وانهار جزء منه قبل أن يُتخذ قرار تحويله إلى متحف تقديراً للفنانة التي رسمت بصوتها الماسي وجدان كل لبناني.
وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ بناء هذا المنزل ذات مساحة 100 متر والطابع الهندسي الذي يراوح بين اللبناني والعثماني، تعود إلى أوائل القرن 19.