يبدو أن حركة “حماس” ليس وحدها الغاضبة من الطريقة التي تتعامل فيها إسرائيل وعلى وجه الخصوص رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، مع ملف مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة المُتعثر، فالوسيطين المصري والقطري سأموا كذلك من نهج الأخير، وهددوا بسحب وساطتهما.
ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن القاهرة والدوحة قد أبلغوا فعليًا الإدارة الأمريكية أن دورهما بملف الوساطة قد ينتهي بأي لحظة، في ظل تصلب نتنياهو بموافقه ورفضه الانصياع للضغوط التي تُمارس عليه من كل جانب من أجل تقديم “تنازلات” لإتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع “حماس”.
وترفض كل من مصر وقطر أن تلعبان دور الوساطة بملف تهدئة غزة إلى مالا نهاية في ظل الحرب الإسرائيلية الطاحنة على القطاع وسكانه، وعدم وجود أي “أمل” ولو بسيط بإمكانية تحريك موقف نتنياهو المُتصلبة وقبول الصفقات التي تعرض عليه من الجانب الأمريكي.
وأبلغت القاهرة والدوحة المسؤولين الأمريكيين، بأن مفاوضات وقف إطلاق النار تواجه خطرًا كبيرًا بسبب نتنياهو، وأن دورهما قد ينتهي وبشكل رسمي في حال رفضت “تل أبيب” العرض الجديد التي ستطرحه إدارة بايدن على الطرفين خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي حال أفشل نتنياهو المبادرة الأمريكية الجديدة، وقرر الوسيطان المصري والقطري الانسحاب وتنفيذ تهديدهما، فستواجه المفاوضات معضلة كبيرة، وتكون طوق نجاة لنتنياهو لإطالة عمر الحرب والتصعيد العسكري على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، فيما ستحاول حركة “حماس” البحث أو قبول عروض الوساطة التي وضعت على طاولتها منذ أشهر طويلة، ومن بينهم الإمارات وروسيا وسلطنة عمان.
وقال مسؤولان أمريكيان ومصدران أمنيان مصريان ومسؤول مطلع لرويترز إن البيت الأبيض يسعى جاهدا لتقديم مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الأيام المقبلة.
وقال المسؤولان الأمريكيان إن المقترح الجديد يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية التي أدت إلى الجمود المستمر منذ أشهر في المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر سعيا إلى التوصل إلى هدنة في الصراع بين إسرائيل وحماس.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين بشكل منفصل يوم الأربعاء إنه تم التوافق على جزء كبير من الاتفاق إلا أن المفاوضين ما زالوا يحاولون التوصل إلى حلول لعقبتين رئيسيتين.
وأوضح المسؤول في الإدارة الأمريكية، الذي رفض الكشف عن هويته، أن العقبتين تتمثلان في مطالب إسرائيل بإبقاء قوات في محور فيلادلفيا وهو منطقة عازلة في جنوب غزة على الحدود مع مصر، وفي هوية الأفراد الذين ستشملهم صفقة مبادلة الأسرى لدى حماس بفلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
وقال القيادي في “حماس” عزت الرشق إن الحركة ستتعامل مع أي مقترح جديد يستجيب “لمطالب المقاومة ومطالب شعبنا” دون تقديم تفاصيل، فيما قالت “حماس” في بيان لها إنه لا توجد حاجة لمقترحات جديدة واتهمت نتنياهو بالسعي إلى “إفشال التوصل لاتفاق”.