يتواصل منذ صباح الجمعة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة موقعا مزيدا من الشهداء والجرحى، بعد إنتهاء مفاعيل هدنة إستمرت أسبوعا بين حركة حماس وإسرائيل التي توعدت مجددا بالقضاء على الحركة الفلسطينية.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الجمعة في بيان عبر قناتها على تطبيق تيليجرام إنها إستهدفت تل أبيب بوابل من الصواريخ، كما دوت صفارات الإنذار، الجمعة، في مدينة أسدود وعدد من البلدات الإسرائيلية الجنوبية بغلاف قطاع غزة، وجرى رصد إطلاق 10 قذائف صاروخية على المنطقة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن “صفارات الإنذار دوت في مدينة أسدود، وعدد من المناطق المحيطة بها”.
وأضافت أنه “تم رصد إطلاق 10 قذائف صاروخية، تم إعتراض 5 منها وسقطت البقية في مناطق مفتوحة”، دون تحديد الجهة التي أطلقت القذائف.
ومن جهة ثانية، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف على العديد من المدن والبلدات الفلسطينية في قطاع غزة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن “طائرات سلاح الجو قصفت سلسلة من الأهداف في أنحاء مختلفة بقطاع غزة، في شمال القطاع وجنوبه، في خانيونس (وسط) ورفح (جنوب)”.. وأضاف: “هاجم سلاح الجو أكثر من 200 هدف في قطاع غزة” وفق البيان.
وتابع الجيش الإسرائيلي: “بالإضافة إلى ذلك، هاجمت سفينة تابعة لسلاح البحرية أهدافا مساعدة في إطار إستئناف القتال، وتم شن غارات عديدة من قبل الدبابات والمدفعيات” دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال المتحدث بإسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة في بيان إن حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت “منذ إنتهاء الهدنة صباح هذا اليوم إلى 109 شهداء ومئات الجرحى حتى اللحظة”.
وقد إنتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة حماس وإسرائيل في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
ومع بدء الضربات، باشر آلاف سكان قطاع غزة العودة إلى المستشفيات والمدارس التي أصبحت ملجأ للنازحين.
وإتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتاياهو حماس صباح الجمعة “بإنتهاك الإتفاق” وب”إطلاق صواريخ” باتجاه إسرائيل .
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه “إستأنف القتال ضد حركة حماس الإرهابية في قطاع غزة”، فيما دوّت صافرات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من القطاع.. وقال الجيش إنه إعترض بنجاح صاروخا أطلِق من قطاع غزة قبل ساعة تقريبا من إنتهاء الهدنة، ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن عملية الإطلاق تلك.
كما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إصابة 5 جنود نتيجة سقوط قذيفة هاون قرب بلدة “نيريم” في غلاف قطاع غزة.
وهذه أول إصابات يتم إعلانها في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ تجدد حربه على غزة صباح اليوم.
وكانت صفارات الإنذار دوت في العديد من البلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة للمرة الأولى منذ 7 أيام تخللتها هدنة إنسانية في القطاع.
كما أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تجدد الاشتباكات مع الفصائل الفلسطينية عبر “إعادة تفعيل النيران في مواجهة منظمة حماس بقطاع غزة”.
وادّعى أدرعي، في تغريدة نشرها عقب إنتهاء الهدنة، أن “حماس قامت بخرق الاتفاق وإطلاق القذائف نحو الأراضي الإسرائيلية”.
ونشر الجيش الإسرائيلي الجمعة خريطة لما أسماها “مناطق الإخلاء” في قطاع غزة التي يفترض بسكان قطاع غزة إخلاءها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة، وطلب أميركي بتجنب قتل المدنيين.
وتقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية قطاع غزة إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من “إخلاء أماكن محددة حفاظا على سلامتهم إذا لزم الأمر”.
وتمّ إرسال تحذيرات عبر رسائل نصية قصيرة إلى سكان في مناطق متعددة من قطاع غزة الجمعة تحذّر أن الجيش سيبدأ الجمعة “هجومًا عسكريًا ساحقًا على منطقة سكنك بهدف القضاء على منظمة حماس الإرهابية”.
وحثت الرسالة الناس على التحرك الفوري، حيث جاء فيها “من أجل سلامتك… تحرك بشكل فوري الى المآوي المعروفة.. إبتعد عن كل نشاط عسكري من كل نوع.. لا تنتظر.. وتحرك فورا حتى لا يكون الوقت متأخرا أو مستحيل! أعذر من أنذر!”.
وشمل التحذير مناطق جباليا والشجاعية وزيتون والبلدة القديمة في غزة، وخربة خزاعة، وعبسان، وبني سهيلا ومعن، وغيرها من الأماكن، حيث قال الجيش “إنتهى موعد وقف إطلاق النار، الجيش “سوف يضرب المنطقه بقوة شديدة.- إستمرار وجودكم في أماكن سكنكم خطير جدا!”.. وبعد حوالى 10 دقائق بدأت الانفجارات في هذه الأماكن.
وطالب بلينكن الخميس إسرائيل بضمان إقامة مناطق “آمنة” للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة قبل إستئناف “العمليات العسكرية الكبيرة”.
وقال الجيش في إعلانه إن حماس “تحوّل المواقع المدنية إلى أهداف عسكرية بينما تستخدم المدنيين والمنشآت المدنية كدروع بشرية”.. وأضافت أن الخريطة تهدف إلى تمكين السكان “من التوجيه وفهم التعليمات والإخلاء من أماكن محددة حفاظا على سلامتهم إذا لزم الأمر”.
خلال المرحلة الأولى من الحرب، طلبت إسرائيل من المدنيين في شمال قطاع غزة الانتقال إلى الجزء الجنوبي من القطاع، لكن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن ثلث القتلى لقوا حتفهم في الجنوب.
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، بدأت في 24 نوفمبر المنصرم، هدنة مؤقتة لأربعة أيام بين إسرائيل وحركة “حماس”، تم تمديدها يومين إضافيين، ثم يوما واحدا، من بنودها وقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تضرروا من الحرب.