إستضافت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، يوم الجمعة، الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، حيث ألقى محاضرة بعنوان “الحقل الديني: حدوده، خطاباته، تناقضاته”، وقد رحب الدكتور سليمان الجاسم نائب رئيس مجلس أمناء الجائزة بالمفكر الكبير الذي فاز بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، وقال: إن أحمد زايد أحد أبرز علماء الإجتماع المعاصرين، ومن القلائل الذين أسسوا مدرسة مصرية عربية في علم الإجتماع تُعنى بفهم المشروع الحداثي ونقد الذات .
وأضاف الجاسم أن أحمد زيد إنشغل بتجديد الخطاب الديني، وبقضايا الطبقة الوسطى من خلال تقديمه قراءة واعية لمفهوم رأس المال الإجتماعي. ويظهر أسلوب الكتابة الموسوعية عنده في مناقشته لقضايا الأسرة والطفل والعنف والتنشئة الإجتماعية، بالإضافة إلى نقد المشروع الحداثي وطرح بعض القضايا الإجتماعية المرتبطة به .
حضر الأمسية نخبة من المثقفين، من بينهم الدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس الأمناء، والدكتورة موزة غباش والشاعر علي الشعالي والقاص علي العبدان، وغيرهم من الشخصيات الثقافية والإعلامية.
فقد قسم الدكتور أحمد زايد محاضرته «الحقل الديني» إلى ثلاثة أقسام : حدود هذا الحقل، وخطاباته ومخرجاته، وتناقضات هذا الخطاب، وحلل كل قسم بشكل علمي ممنهج وجاء بأمثلة حية من الحياة العامة، وإستشهد بعلماء إجتماع مثل بيير بورديو ويوركهايمر وغيرهما، وخَلُص إلى أن هذا الحقل متجدد حسب العصر الذي ينشط فيه، ولكنه لا يغير محتواه بل يغير شكله وطريقته.
وفي ختام الأمسية شكر الدكتور سليمان الجاسم المفكر أحمد زايد، وقدم له درعاً تذكارية بإسم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.
يذكر أن أحمد زايد أعاد الإعتبار لمفهوم علم الإجتماع الريفي، من خلال تركيز الضوء على الريف بوصفه حقلًا دراسياً متميزاً، وجمع على نحو أصيل بين البحث التاريخي والبحث الميداني..فضلاً عن ذلك، فإن كتابته السوسيولوجية إستهدفت شريحة واسعة من القراء إبتداء من القارئ العادي وحتى الكاتب والباحث المتخصص، وهو ما أضفى على أعماله أهمية كبرى في إثراء المكتبة العربية .
حصل أحمد زايد على عدد من الجوائز المرموقة مثل: جائزة الدولة للتفوق العلمي (العلوم الإجتماعية) عام 2004، جائزة الدولة التقديرية في العلوم الإجتماعية عام 2007، جائزة جامعة القاهرة للتميز في العلوم الاجتماعية عام 2011، وله عشرات المؤلفات المهمة .