نشرت صحيفة صنداي تايمز تقريرا لبن سبنسر، محرر العلوم، بعنوان ” فيروس كورونا قد يكون تسبب في فقدان ذاكرتنا المناعية، ولهذا نمرض”.
ويقول الكاتب إنه في شهر ديسمبر/كانون الأول من كل عام، تعاني المستشفيات في بريطانيا من أزمة كبيرة. وأصبح معدل إشغال الأسرة بسبب الانفلونزا أعلى بـ22 مرة من هذا الوقت من العام الماضي، كما إرتفع معدل إشغال الأسرة للأطفال المصابين بالفيروس المخلوي التنفسي أعلى بخمس مرات، كما إرتفعت معدلات نوروفيروس ما يقرب من 90 في المائة، كما بدأت أعداد المصابين بكوفيد بالتزايد مرة أخرى، مع وجود ما يقدر بنحو 1.1 مليون مصاب في إنجلترا.
ويقول الكاتب إن بعض العلماء يعتقدون أننا نعاني من “فجوة مناعية” بعد الوباء، الأمر الذي يجعلنا عرضة للإصابة بأنواع العدوى التي كنا سنتخلص منها قبل الوباء.
وقال ديفيد ماثيو ، أستاذ علم الفيروسات في جامعة بريستول، للصحيفة “خلال فصلي الشتاء الماضيين، لم يكن هناك الكثير حالات الإصابة بفيروسات الأنفلونزا.. ولم يكن هناك الكثير من فيروسات الأنف، وهي المجموعة الكاملة من فيروسات البرد الشائعة. لهذا تلاشت ذاكرة المناعة لدى الناس “.
ويقول الكاتب إن عمليات الإغلاق كانت فعالة في كبح جماح كوفيد 19، لكنها كانت أكثر فاعلية في خفض مستويات الفيروسات الأكثر إعتدالًا والأقل قابلية للانتقال.. ولذلك إختفت الأنفلونزا في شتاء 2020-21 .. ويضيف أنه على الرغم من أننا كنا نعيش في الشتاء الماضي دون قيود الإغلاق لمدة ستة أشهر أو نحو ذلك، إلا أن الإنفلونزا والفيروسات الأخرى لم تكن قد عادت للإنتشار، لذلك لم تتفش حالات الإصابة بها.
وقال ماثيوز للصحيفة “إن ذاكرتك المناعية هي مفتاح أي أمل في القضاء على الفيروس دون أن تلاحظه”، حيث تقاوم الأجسام المضادة الفيروس قبل أن تشعر بالمرض. لكن ما يحدث الآن هو أن ذاكرتك المناعية قد فقدت.. ويستغرق الأمر وقتًا أطول حتى تتمكن أجهزتنا المناعية من بناء إستجابة فعالة عندما نصاب بالعدوى، وهذه الفجوة الزمنية تعني أن الفيروسات لديها المزيد من الوقت لإحداث المزيد من الضرر وتجعلك تشعر بالمرض “.
ويقول الكاتب إن هذا لا ينطبق على جميع الفيروسات، فالذاكرة المناعية للحصبة، على سبيل المثال، تدوم طويلاً وهذا هو السبب في أن التطعيم ضد الفيروس فعال للغاية.