نشرت صحيفة الغارديان مقالاً لإدوين ريوس بعنوان “وفاة الملكة تكثف الانتقادات للفظائع العنيفة التي إرتكبتها الإمبراطورية البريطانية”.
ونقل المقال آراء أكاديميين أمريكيين وتعليقاتهم على وفاة الملكة، حيث دعوا إلى “إعادة النظر في التأثيرات الدائمة للنظام الملكي”.
وقال الكاتب “أحيت وفاة الملكة إليزابيث الثانية إنتقادات طويلة الأمد في الولايات المتحدة بسبب إثراء النظام الملكي من إستعمار الإمبراطورية البريطانية العنيف لدول أفريقية وآسيوية وكاريبية وشتاتها”.
وأشار إلى أنه منذ وفاتها يوم الخميس “لجأ معلقون أمريكيون وأكاديميون ودبلوماسي أمريكي سابق، من بين آخرين، إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات أخرى للدعوة إلى التعامل على نحو كامل مع التأثير الدائم للنظام الملكي البريطاني في ضوء وفاة الملكة”.
وقال “رغم حزن الملايين في مختلف أنحاء العالم، فإن الكثيرين رأوا أيضاً في وفاة الملكة تذكيراً مريراً باستغلال الإمبراطورية البريطانية العنيف للبلدان على مرّ التاريخ – الأمر الذي أسفر عن عقود من المعاناة، والموت، والدمار الاقتصادي والاجتماعي – ووقتاً لتجديد الدعوات إلى تعويض الضرر”.
ونقل التقرير عن أستاذة التاريخ في جامعة هارفارد مايا جاسانوف قولها في صحيفة نيويورك تايمز إن وجود الملكة في الحياة باعتبارها “مظهر استقرار” شكل قاعدة لـ”جبهة تقليدية صلبة على مدى عقود من الإضطرابات العنيفة”.
وأشارت جاسانوف إلى أنه بعد أشهر من تنصيبها ملكة “قمعت السلطات الاستعمارية البريطانية في كينيا تمرداً ضد النظام الاستعماري المعروف بإسم ماو ماو”، الذي وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز “أدى إلى إنشاء نظام واسع من معسكرات الإعتقال والتعذيب، وإغتصاب وإخصاء وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص”.. وقالت “دفعت الحكومة البريطانية في نهاية المطاف 20 مليون جنيه إسترليني في دعوى قضائية رفعها ناجون كينيون”.
ونقل التقرير أيضاً عن الأستاذ في جامعة كورنيل موكوما وا نغوغي تنديده بـ”المسرح” المحيط بوفاة الملكة.
وقال التقرير إن الأستاذة المشاركة في جامعة كارنيغي أوجو أنيا نشرت تغريدة، حُذفت بعد ذلك، وصفت فيها الملكة بأنها كانت على رأس “إمبراطورية إبادة جماعية لصوصية مغتصبة”.
وأشار الكاتب إلى أن تويتر حذف التغريدة لانتهاكها القواعد، وأن الجامعة أدانت التغريدة في بيان.
كما نقل ريوس عن بريامفادا غوبال أستاذة دراسات ما بعد الحقبة الاستعمارية في جامعة كامبريدج قولها إن “الملكية البريطانية أصبحت تمثل عدم مساواة عميقة وخطيرة”.
وقارنت غوبال بين الملكية البريطانية وتركيز السلطة في أماكن أخرى مثل الولايات المتحدة “التي كانت قبل إستقلالها تحكمها الملكية البريطانية وأصبحت الآن تستعمر بورتوريكو ودولا جزرية أخرى”، مشيرةً إلى أن “السلطة والامتيازات والثروة في أيدي قلة قليلة، وهو ما يُدعى بقيتنا بعد ذلك إلى تبجيله والتفكير فيه على أنه أمر طبيعي تماماً”.
وأشار التقرير إلى إنتقاد ريتشارد ستينغل، الذي شغل منصب وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة في عهد الرئيس باراك أوباما، التغطية الإعلامية لوفاة الملكة، قائلاً إنه “على الرغم من أنه يجب الإشادة بخدمة الملكة إليزابيث التي لا مثيل لها، إلا أنها ظلت تحتفظ بنفوذ على أكثر من 30 دولة كرئيسة، وأن إرث عائلتها من الإستعمار “كان له تأثير رهيب على الكثير من العالم”.